ما هو المسجد الذى أسس على التقوى من أول يوم؟

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين ، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

أما بعد ،،،

          فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ياجماعة أين دينكم؟  قالوا:  فى قلوبنا – قال النبى: لا.  ومن يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.  قالوا:  تقصد المسجد – قال النبى:  نعم.  لو كل واحد يقول إسلامى فى قلبى – الإسلام يضيع – المسجد لكى نتلاقى فيه خمس مرات فى اليوم.

          المكان الذى كانت فيه قيلة عمرو بن عوف يُسمى قُباء – فقد تبرعوا بقطعة أرض واسعة – فقام النبى – صلى الله عليه وسلم – ووضع أول لبنة فى قبلته (أول حجر أول طوبة) وبجانبه لبنه أبى بكر.

            أول من وضع حجر الأساس هو سيد الناس وبجانبه أبوبكر ثم تتابعت الأحجار.  وكان الذى مكوم الأحجار سيدنا عمار بن ياسر – البناء اشتغل – وللأسف بعد مدة بسيطة أختار الله بجواره كلثوم بن هدى – لقى الله كريماً وبعده مات أسعد بن زرارة موتة طيبة مباركة..

          الرسول مكث عند بنى عمرو بن عوف وأسس مسجد قباء على أنه هو المسجد الذى أشار إليه القرآن.  يقول الله تعالى فى سورة التوبة الآية (108):

          (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ).

ولكن السؤال هنا:  هناك علماء يقولون:

          المسجد الذى أُسس على التقوى هو مسجد المدينة وليس قباء؟

الإجابة:         هما مسجدين

          أول يوم وصل إلى قباس أسس مسجدها – وأول يوم وصل إلى المدينة وأنتقل من قباء أسس مسجدها – فكأن كل واحد منهم يعتبر من أول يوم بالنسبة للمكان الذى بُنى فيه.

الإجابة:         بمعــنى:

          واختلف العلماء فى المسجد الذى أُسس على التقوى (1) ابن عباس – الحسن البصرى هو مسجد قباء – فإنه بُنى قبل مسجد النبى – صلى الله عليه وسلم.

(2) وقال ابن عمر وابن المسيب ومالك وروى الترمذى عن أبى سعيد الخدرى (تمارى (تجادلا) رجلان فى المسجد الذى أُسس على التقوى من أول يوم ، فقال رجل هو مسجد قباء – وقال آخر هو مسجد النبى – صلى الله عليه وسلم – فقال النبى – صلى الله عليه وسلم:  (هو مسجدى هذا) (دليل على أنه مسجد المدينة)  حديث صحيح.

          والدليل على أنه مسجد قباء حديث أبى هريرة قال:  نزلت هذه الآية فى أهل قباء: (فيه رجالُ يُحبُون أن يتطهروالله يُحبُ المطهرين) قال الشعبى: هم أهل مسجد قباء.

(3) حدثنا عبدالله بن بريده فى قوله عز وجل:  (فى بيوت أذن اللهُ أن تُرفع ويُذكر فيها اسمُه).  النور الآية (36).

          إنما هى أربعة مساجد لم يبنهن إلا نبى:  (1) الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام – وبيت المقدس بناه داود وسليمان عليهما السلام – ومسجد المدينة ومسجد قباء اللذين أسسا على التقوى – بناهما رسول الله – صلى الله

الخلاصة:  فليس هناك مانع أن يكون مسجد قُباء الذى بُنى عند قبيلةعمرو بن عوف هو المسجد الذى أُسس على التقوى من أول يوم وكذلك مسجد المدينة الذى بُنى فى المدينة من أول يوم بالنسبة للمكان الذى بُنى فيه …. (يبقى الإثنين)  مسجد قُباء ومسجد المدينة.

          إلا أن النبى – صلى الله عليه وسلم – قبل أن يغادر قُباء قال:  (من توضأ فى بيته وزار مسجد قباء وصلى فيه ركعتين كانت له كأجر عمرة تامة ..  تامة ..  تامة).

          وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يزور مسجد قباء كل يوم سبت ومسجد قباء يعتبر من المزارات والمشاهد لكل واحد يذهب إلى المدينة.

          ولقد مكث الرسول – صلى الله عليه وسلم – عند بنى عمرو بن عوف 22 ليلة – وكان يصلى معهم بعد أن تم البناء – وبنآء المسجد سهل وليس معقد.

          ولكن الآن يوجد المضاربة الكنائس ومحلات الخمور والفسق والدعارة مبنية بطريقة كذا – المحرم فى المساجد هو الزخرفة والنقش لأنه يشغل المصلى ، إنما رفع البناء وإكرام البناء لا حرج فيه.

          سيدنا عمر بن الخطاب جدد بناء مسجد الرسول ووسعه لكثرة عدد المصلين وجآء بعده سيدنا عثمان وأحضر الحجارة ورفع البناء وقال لا تلومونى على ما صنعت فى مسجد نبى الله فإنى سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول:  (من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاه بنى الله له بيتاً فى الجنة).

( والحمد لله رب العالمين)

 

 

 

 

عليه وسلم.

اترك تعليقاً