بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،،،
فالقواعد: جمع قاعد ، بالتذكير ، والصفات التى تنفرد بها النسآء لا تُؤنث.
مثال1: امرأة طالق ، امرأة بكر ، امرأة ثيب ، وامرأة قاعد.
من هي المرأة القاعد؟ هي التى قعدت عن الزواج ، أو قعدت عن الحيض أو قعدت عن الإنجاب ، وهي المرأة التى يئست من الزواج ، وهي الطاعنة في السن ، هذه المرأة القاعد التى بلغت من الكبر عتياً ، وبلغت سناً لا يطمح إليها أحد ، فهذه المرأة لها حكم خاص كما قال الله عز وجل في سورة النور الآية (60):
(وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا …. (60))
وكأن الله عز وجل فسر من هي فقال: “فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة” جُناح: أثم ولا حرج.
ماذا قال العلماء في تفسير هذه الآية؟
قالوا: أن هذه المرأة القاعد هي كالمرأة الشابة في التستر فما يباح للشابة يباح للقاعد ، وما لا يباح للشابة لا يباح للقاعد ، ولكن سمح لها أن تضع الجلباب في بيتها ، ما هو الجلباب؟
والجلباب كالعباءة تماماً ، تضعه في بيتها فقط ، فإذا خرجن إلى الطريق فينبغي لهن أن يلبسن هذه الثياب التى تُغطي كل ثيابهن الأخرى ، وكيف عرف العلماء ذلك؟
من قوله تعالى (غير متبرجات)
ما معنى التبرج؟
التبرج هو الظهور ، وهو (نقيض) عكس التستر ، هؤلاء النسوة لا ينبغي لهن أن يتبرجن ، وأدق ما قيل في هذه الآية ما ثبت من حديث عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يكره عشراً (1) الصفرة ، (2) وتغيير الشيب ، (3)وجر الإزار ، (4) وخاتم الذهب ، (5) والضرب بالكعاب ، (6) والتبرج بالزينة في غير محلها ، (7) والرقي إلا بالمعوذات ، (8) والتمائم ، (9) وعزل الماء وإفساد الصبي من غير أن يُحرمه.
(( غير متبرجات ))
غير ظاهرات للأجانب وغير متعرضات لهم.
المرأة القاعد المسنة ولسبب ما إذا كانت في بيتها ، ولظرف ما دخل عليها أجنبي لإصلاح جدار ، فيجب أن ترتدي هذه المرأة لباسها وحجابها الكاملين ، إلا أن العباءة ، والتى هي الجلباب ، هو آخر ثوب تضعه المرأة على جسمها ربما سمح للمسنة ألا تضعه ، وهي في بيتها إذا دخل أجنبي ، أما أن تخرج إلى الطريق بشكل لا يرضي الله ، فهذا من أنكر المنكرات ، لأن الله سبحانه وتعالي يقول: ” غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن “.
لماذا كل هذا؟ لأن هذه المرأة المتقدمة في السن هي قدوة.
هذه المرأة التى أيس منها الرجال ، وأيست من الزواج ، إنها قدوة لبناتها ، وحفيداتها.
إستعفاف القواعد من النسآء خير من وضع الثياب:
ربما كان هذا الثوب الأخير يسبب لها متاعب فمعها رخصة ، إما أن تظهر الخلخال ، والسوار ، والقرط ، والخضاب ، ومواطنها هذا لا يجوز إطلاقاً ، لنص الآية الكريمة:
” غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم “
إذا خرجت هذه المسنة فلا يحل لها وضع الجلباب.
معني وضع الثياب: أي خلعه ، ومعنى في بيوتهن أي إذا دخل عليهن أجنبي الرخصة كلها والذى هو محرم على الشابة محرم على المسنة.
ولكن هذا الجلباب الأخير إذا كانت في بيتها ، ودخل أجنبي ربما سمح لها الشرع أن تُعفى من ارتدائه ، والأولى أن ترتديه لأنها قدوة لحفيداتها ولبناتها في البيت.
ومن التبرج كما يقول العلماء لبس ثوبين رقيقين يصفان حجم المرأة أو حجم أعضائها أو لون أعضائها – والثوب الذى يصف الحجم أو يصف اللون فهذا ثوب مُحرم ، أشد التحريم ، كيف؟ مصداقاً لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ” صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر ، يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رُؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا “.. (عن أبي هريرة – مسلم).
كيف فسر العلماء هذا الحديث؟
أنهن يرتدين ثياباً ، ولكنها (1) ثياب فاضحة ، (2) تشف عما تحتها ، (3) رقيقة تصف حجم أعضاء المرأة هذه الثياب وصفها النبي بأن صاحبتها ملعونة.
أن تقول امرأة: أنا امرأة شريفة وترتدي ثياباً تظهر مفاتنها فهي ملعونة من قبل الله عز وجل ، وهذه المرأة إذا ماتت على هذه الحال لن تدخل الجنة بنص هذا الحديث الشريف.
كلام غير صحيح وتصور خاطئ: أن تقول هذه المرأة الكاسية العارية: غطاء الصلاة في حقيبتي وأنا أُصلي ، والحمدلله ، فهذا كلام مضحك ، وأن تمشي المرأة في الطريق ، (1) فتفسد الشباب ، (2) وتثير الشهوات ، (3) وتجعل الناس البعيدين عن الله عز وجل يميلون إليها ، وتدعي أنها تصلي ، وتدعي أنها مؤمنة في قلبها ، وتقول: الإيمان في القلب.
نقول: لا والله ، الإيمان يجب أن يكون ظاهراً ، بمعنى: الإيمان ما وقر في القلب وأقر به اللسان وصدقه العمل.
هذا الحديث له تفسيرين..
التفسير الأول: أنهن يرتدين الثياب ، ولكن هذه الثياب لا تستر أعضاءهن ، ثياب شفافة ،
ضيقة فاضحة ، تبرز أكثر مما تخفي ، فهي كاسية عارية.
التفسير الثاني: كاسيات من الثياب عاريات من الإيمان ، وعلى كل فالآية في مجملها على النحو التالي: ” والقواعد من النسآء …. “
أن هذه المرأة القاعد التى لا تحيض ، وقعدت عن الزواج وعن إنجاب الولد ، وقد بلغت من الكبر عتياً ، ولا مطمع لأحد فيها ، إذا كانت في بيتها ، ودخل عليها أجنبي لسبب أو لآخر فعليها أن تستتر منه كما تستتر الشابة تماماً ، وقد سمح لها الشرع أن لا تلبس الجلباب ، أما إذا تعففت وإرتدته فهذا (1) أفضل بكثير ، (2) وخير لهن وأكرم ، (3) وأزكى عند الله وأطهر.
((والحمدلله رب العالمين))