بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،
فقال النووي في تهذيبه: روى عن الصديق عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مائة واثنين وأربعين حديثاً (142).
وروى عنه: عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي ، وابن عوف ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وابن عمر ، وابن الزبير وآخرون.
الحديث: أنه قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي ، قال: (قل اللهم إن ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فأغفر لي مغفرة من عندك وأرحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم). البخاري ومسلم
وأخرج أبوعبيدة عن إبراهيم التيمي قال: سئل أبوبكر عن قوله تعالى: (وفاكهة وأبا). سورة عبس الآية (31).
فقال: أي أرض تسعني وأى سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟.
كيف كان قوله مع الناس؟
أخرج البيهقي عن قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى أبي بكر فقال: إن أبي يريد أن يأخذ مالي كله فقال لأبيه: إنما لك من ماله ما يكفيك ، فقال الأب: ياخليفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أليس قد قال رسول الله: (أنت ومالك لأبيك). فقال أبوبكر: نعم ، وإنما يعني بذلك النفقة.
كيف كان قضائه بين الناس؟
وأخرج الأربعة ومالك عن قبيصة قال: جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها ، فقال: مالك في كتاب الله شئ وما علمت لك في سُنة النبى – صلى الله عليه وسلم – شيئاً ، فأرجعي حتى أسأل الناس ، فسأل الناس ، فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أعطاها السدس ، فقال أبوبكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة فقال مثل ما قال المغيرة ، فأنفذه لها أبوبكر (أعطى الجدة السدس).
رواه أبوداود والترمذي
نموذج من خطب أبوبكر الصديق:
وأخرج ابن عساكر عن موسى بن عقبة: أنا أبابكر الصديق كان يخطب فيقول: (الحمدلله رب العالمين ، أحمده وأستعينه ، ونسأله الكرامة فيما بعد الموت فإنه قد دنا أجلي وأجلكم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً وسراجاً منيراً ، لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين ، ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد ضل ضلالاً مُبيناً ، أوصيكم بتقوى الله والإعتصام بأمر الله الذى شرع لكم وهداكم به ، فإن جوامع هدى الإسلام بعد كلمة الإخلاص والسمع والطاعة لمن ولاه الله أمركم وإياكم والفخر ، وما فخر من خلق من تراب ، ثم إلى التراب يعود ثم يأكله الدود ، ثم هو اليوم حي وغداً ميت؟).
فأعلموا يوماً بيوم ، وساعة بساعة ، وتقوا دعاء المظلوم ، واحذروا والحذر ينفع واعملوا والعمل يقبل ، ثم تفكروا عباد الله في إخوانكم وصحابتكم الذين مضوا ، قد وردوا على ما قدموا فأقاموا عليه ، وحلوا في الشقاء والسعادة فيما بعد الموت.
إن الله ليس له شريك وليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيراً ، ولا يصرف عنه سوءاً إلا بطاعته واتباع أمره ، فإنه لا خير في خير بعده النار ، ولا شر في شر بعد الجنة ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، وصلوا على نبيكم – صلى الله عليه وسلم – والسلام عليه ورحمه الله وبركاته. (رواه بن عساكر في تاريخ دمشق)
الخطبة الثانية:
وأخرج الحاكم والبيهقي عن عبدالله بن حكيم قال: خطبنا أبوبكر الصديق فحمد الله وأثني عليه بما هو له أهل ، ثم قال: أوصيكم بتقوى الله ، وأن تثنوا عليه بما هو له أهل ، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة ، فإن الله تعالى أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: (إنهم كانو يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكان لنا خاشعين). الأنبياء الآية (90).
ثم أعلموا عباد الله إن الله قد أشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي.
وهذا كتاب الله فيكم ، لا يطفأ نوره ولا تنقضي عجائبه فأستضيئوا بنوره ليوم الظلمة ، فإنه إنما خلقكم لعبادته ووكل بكم كراماً كاتبين ، يعلمون ما تفعلون ، ثم أعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه ، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فأفعلوا ، ولن تستطيعوا ذلك إلا بإذن الله ، فإن قوماً جعلوا آجالهم لغيرهم ، ونسوا أنفسهم ، فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم النجاء النجاء ، فإن وراءكم حثيثاً أمره سريع (الموت). رواه الحاكم في المستدرك (3447)
(( والحمدلله رب العالمين ))
v