هل الأموات تحس وتسمع كلام الأحياء؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

 

أما بعد،،،،

 

          فسوف نجيب على هذا السؤال من أقوال النبى – صلى الله عليه وسلم.

فى غزوة بدر:

        عن عمر بن الخطاب – رضى الله عنه قال:  إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قام يمشى بيننا وهو يحدد مصارع القوم يحدد مكان ويقول فى هذا يقتل غداً شيبة بن ربيعة ويترك المكان ويذهب إلى مكان آخر ويقول هنا يقتل عتبة ربن ربيعة – وكذلك فى هذا المكان يموت غداً أبى جهل عمرو بن هشام – يقول عمر:  فوالله الذى بعث محمداً بالحق نبياً ما أخطأ الحدود التى حددها الرسول لهم وأمر الرسول بالبئر ووضع فيها أجساد القتلى وأخذ الرسول ينادى على هؤلاء السادة وهؤلاءالكبار يا أبى جهل – يا أمية بن خلف أنى وجدت ما وعدنى ربى حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً.

          فقال عمر على من تنادى أتكلم أُناس قد تحولت أجسادهم إلى جيفة قذرة – فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم:  (والذى بعثنى بالحق ما أنت بسامع لما أقول منهم ولكن لا يستطيعون جواباً).

          (وجآءت سكرةُ الموت بالحق وذلك ما كنت منه تحيد).

          وإن طال العمر فلابد من الموت وها هى ذى قد جآءت سكرة الموت أى غمرته وشدته بالحق من أمر الآخرة حتى يراه المنكر للبعث والدار الآخرة المكذب به يراه عياناً.

 

          ويقال له هذا الموت الذى كنت منه تحيد أى تهرب وتفزع والموت أشد ما يحاول المخلوق البشرى أن يروغ منه أو يبعد شبحه عن خاطره (ولكن أنى له ذلك) والموت طالب لا يمل الطلب ولا يبطئ الخطى ولا يُخلف الميعاد ، وذكر سكرة الموت كفيل برجفة تدب فى الأوصال.  وهو بعد فى عالم الحياة!  فكيف به حتى تقال له وهو يعانى سكرات الموت!

          وقد ثبت فى الصحيح أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما تغشاه الموت جعل يمسح العرق عن وجهه ويقول:  (سبحان الله:  إن للموت سكرات).  يقولها وهو قد أختار الرفيق الأعلى وأشتاق إلى لقاء الله  فكيف يمن عد

          وذكر كلمة الحق:  (وجآءت سكرةُ الموت بالحق).

          وهى توحى بأن النفس البشرية ترى الحق كاملاً وهى فى سكرات الموت – تراه بلا حجاب وتدرك منه ما كانت تجهل وما كانت تجحد ولكن بعد فوات الأوان حين لا ينفع رؤية ولا يجدى إدراك ولا يُقبل توبة ولا يحُسب إيمان.

          سكرة الموت:  شدته وغمرته الذاهبة بالعقل….

(1)            الحق أنك ترى قبرك حفرة من النار أو قطعة من الجنة.

(2)            الحق أنك تموت والله حى لا يموت.

(3)            الحق أنك ترى ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب.

فالإنسان فى هذه اللحظة محتاج إلى أنيس وونيس ولا أنيس ولا ونيس إلا ما غرس بيده فى دار الدنيا.

          وإذا ما وضع فى هذه الأهوال بين هذا التراب ومراتع الدود ينادى عليه … ( عبدى رجعوا وتركوك – وفى التراب وضعوك وللحساب عرضوك – ولو ظلوا معك ما نفعوك ولا يبقى لك إلا أنا وأنا الحى الذى لا يموت )

          قال أنس بن مالك – رضى الله عنه:  لما أنكشف الناس يوم اليمامة (حرب الردة مع مسيلمة الكذاب) قلت لثابت بن قيس:  ألا ترى ؟، فقال:  ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، بئس ما عودتم أقرانكم ، اللهم إنى أبرأ إليك مما جآء به هؤلاء (يعنى الكفار) وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء (يعنى المسلمين) – ثم قاتل حتى قتل ، وكان عليه درع نفيسة ، فمر به رجل مسلم فأخذها ، فبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت فى منامه وقال: ياهذا أنا ثابت بن قيس أنتبه (إنى أكلمك الآن من عالم الآخرة ، فلقد مت اليوم فى المكان والحفرة ويجب أن تذهب إلى خالد لان رجل من المحاربين سرق درعى وإذا ما ذهبت إلى أبى بكر فأخبره أن لى وصايا:  (1) إنى وعدت عبيدى ورقيقى إن أنتصرت فى المعركة يبقىوا أحراروليس عبيد ، (2) إنى على دين أخذته وأنفقته على المسلمين وليس على بيتى وأولادى – وروحى محبوسة على باب الجنة فأخبر أبى بكر لأن يسدد عنى دينى …).

          فقام الرجل من نومه مذعوراً وذهب إلى خالد وقص عليه ما رأى.  فذهب خالد إلى المكان الموصوف ووجد ثابت فى الحفرة شهيداً ، وكان ثابتاً قد وصف الدرع ووصف الخيمة التى وضع فيها الدرع فأخذوه.  ولما انتصروا فى المعركة وعاد خالد إلى أبى بكر الصديق وقص عليه ما كان من أمر ثابت – سدد عنه الديون من بيت مال المسلمين وأعتق إمائه وعبيده.

          ويقول العلماء فما علمنا بأن وصية نفذت بعد موته إلا ثابت فيقول أبوبكر: ياخالد أنفذ وصية ثابت فإنه الميت الحى عند ربه عز وجل.

 

 

 

(  والحمدلله رب العالمين  )

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً