أبنآئي الأعزاء حسنوا سلوككم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين وعلي آله وأصحابه إلي يوم الدين .

أما بعد,

فنحن نعلم أن الله تعالي أعد النار للكافرين ، وللمسلمين أيضاً إذا هم نسوا ربهم ونسوا دينهم ونسوا أنفسهم ، ولم يعملوا ما أمرهم الله به ، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه ولذلك يقول الله تعالي في سورة آل عمران (131 ، 133)   )وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين 132وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 133 وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ“(                                                                           

بمعني : إذا لم يتقي المسلمون ويطيعوا ويسارعوا إلي مغفرة من ربهم فلابد من أن يلقوا وبال أمرهم . وقد حس الله سبحانه وتعالي المسلمين علي التوبة ، والبعد عن المعاصي بقوله تعالي في سورة النور 30 – 31 (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْن  فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وليضربن بخمورهن على جيبوبهن).. “

هذه التوبة تجعل المسلمين والمسلمات عنواناً صحيحاً لدينهم يجب علينا أن نحب بعضنا بعضاً ونخاف علي بعضنا ، ونساعد المحتاج ، ونواسي الحزين مصداقاً لقوله صلي الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود ” المؤمن مرآة المؤمن ، ويكف عليه ضيعته ، ويحوطه من ورائه”

ياابني العزيز وياابنتي

تخيل أنت مجتمعاً بهذا التلاحم والتناصح والتعاون ، حيث يعمل المؤمن علي تنقية أخيه من العيوب ، وعلي مساعدته في عيشه ، وحمايته سواء أكان حاضراً أم غائباً , ولكن انظر يابني إلي هذا المجتمع إذا انتفت واختفت منه كل هذه الصفات الكريمة ، ورأيت مجتمعاً تنتشر فيه الفوضى ، وحب النفس، والظلم والمظالم ، والعدوان عليهم وعلي أموالهم ، والبغي .

لابد أن تتحرك القوي العظمي ، ولابد من رادع من الله تعالى لهؤلاء الناس ، لابد لهم من عقوبة .

ونختم هذا الموضوع بقصة من الحياة توضح أن بعض من الشباب مسلم بالأسم فقط ، ولا يتبع ما أنزل الله ولا يعرف من القرآن إلا شكله .

هذا الشاب الذي ذهب إلي دولة أوربية لكي يحصل علي درجة الدكتوراه وهناك تعرف علي بنت مسيحية وحبها وأراد أن يتزوجها فأرسل إلي أبيه فكان الرد : إذا تزوجتها سوف تحرم من التركة . ماذا يفعل هذا الشاب؟

قال للبنت : إذا كنت تريدين أن نتزوج عليك أن تدخلي في الإسلام فوافقت .

وأرسل إلي أبيه أنها سوف تسلم فوافق الأب

وأشتري لها الشاب عدد من الكتب” السيرة النبوية المطهرة – التفسير – الفقة والمعاملات باللغة الإنجليزية” واشترطت عليه أن لايتقابلوا لمدة أربع شهور حتي تقرأ هذه الكتب وتستوعب مافيها ، وكان لها ما أرادت .

وكان الشاب يعد هذه المدة ليس بالشهور ولا بالأيام ولا بالساعات ولا بالدقائق ولكن كان يعدها بالثواني .

المهم إنتهت المدة وتقابلا وقالت له :”إني أسلمت ” فرح فرحاً شديداً لايقدره إلا الله ثم أكملت: “ولكن لا أتزوجك لأنك ليس بمسلم ”

لقد رأت هذه الفتاه أنه لايصلي ، ويشرب الخمر ، ولا يصوم رمضان ، ولايغض البصر وأشياء أخري لاداعي لذكرها

عليك أيها الشاب أن تكون مسلماً اسماً وعنوناً

 (والحمد لله رب العالمين) 

اترك تعليقاً