أبو بكر يدفع ضريبة إسلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله مقلب القلوب وغفار الذنوب, وستار العيوب, ومخرج

الكروب, والصلاة والسلام علي سيد المرسلين وجامع شمل

الدين وعلي آله الطيبين الطاهرين

 

أما بعد:

فباقي النماذج المشرفة في التحمل والصبر, هؤلاء الناس الكرام

الذين بذلوا من أرواحهم وبذلوا من أموالهم وممن وقتهم ومن

أوطانهم  .

لله ماتحملوا, لله ماصبروا, ولله ماغتربوا, ولله مادفعوا وبذلوا

ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعنا معهم في

بحبوحة الجنة من غير سابقة عذاب ولامناقشة حساب

أبو بكر الصديق رضي الله عنه

في جنات النعيم , كل واحد من الصحابة دفع الضريبة.

كان أبو بكر يتميز عن الصحابة بأنه غني, والغني يشتري

العبيد المعذبين مثل بلال بن رباح وأبو بكر: هو أتقي رجل في

أمة محمد يقول العلماء: ” الذي يشك في أن أبا بكر أتقي واحد

في الأمة بعد نبيها يكون عاص مصداقاً لقوله تعالي في سورة الليل 17

وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَىلأن هذه شهادة القرآنالَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ

يَتَزَكَّى 18

سؤال: هل كان أبا بكر يعطي هذا المال رياءً ؟

لكي يقول الناس هذا المحسن الوجيه. أبداً أنه يعطي ماله في

سبيل الله “وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُمِنْنِعْمَةٍ تُجْزَى

فهو ينفق ماله في سبيل الله خاصة, وليس ماينفقه من أجل أن

عليه لأحد من الناس فضلاً أو يداً فهو يكافئه بها لا.

مثالاً: يمر أبو بكر الصديق ذات يوم علي أمية بن خلف الذي

يأمر الصبيان أن يجروا بلال بن رباح في شمس الظهيرة

ويضعون علي صدره صخرة, وبلال يقول : أحد أحد

يقول أبو بكر لأمية: اتقي الله في هذا الضعيف.

يقول أمية بن خلف: أفستموه علينا , أنتم السبب.

قال أبو بكر: أنا علي استعداد أن أصلح ماأفسدت ، أنا سوف

أحضر لك عبداً آخر من عندي أو بعلي بلال…. (اشتري

بلال منك)

قال أمية: خذه ولو بفلس (مليم) خذه ولو بثمن كلب

قال أبو بكر: لو طلبت ملء الأرض ذهباً, وأنا أملك لدفعت لك

فإن كان عندك رخيصاً فهو عند الله غال.

قال بلال: أنت الآن سيدي , أنت أشتريتني

قال أبو بكر: مااشتريتك إلا لأعتقك من ذل العبودية أنت حر

لوجه الله أنت الآن رأسك برأسي .

أبو بكر يفعل هذا مع بلال وكذلك مع سبعة غيره, وأسلم علي

يده خمسين نفر كما ذكرنا.

أبو بكر ينفق ابتغآء وجه ربه الأعلي إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ

الْأَعْلَى” وماجزائه وَلَسَوْفَ يَرْضَى” .

إن السيدة عائشة رضي الله عنها: كانت تفخر بمال أبيها في

الجاهلية (مليون أقية ذهب). وعند موته كان يملك(الناقة والعبد

وقطعة قطيفة) وقال لأولاده أعطوهم لعمر بن الخطاب لكي

يضعهم في بيت مال المسلمين, حتي أخرج من الدنيا وقد

جاهدت بنفسي ومالي. (اللهم أرضي عن أبي بكر).

 الرسول صلوات الله وسلامه عليه مكلف أن يعلن الناس

بالدعوة في المسجد الحرام ففي أحد المرات قال أبو بكر: لابد

أن أقوم بنصيبي في الدعوة .

كفار قريش علي علم أن أبا بكر أنفق ماله في سبيل الدعوة

1-    أنه أدخل خمسين نفر في الإسلام.

2-    أنه قائم بنصف الدعوة لوحده , فنتهزوا هذه الفرصة

فرصة أن الصديق دخل الكعبة وبدأ في تبليغ الدعوة, فقاموا

عليه يضربوه – وكان الضرب بالنعال حتي أغمي عليه, ثم

دخل أناس من قبيلته بني تميم كفره وأبي بكر  يضرب هكذا

وأصبح لايدري (علقة موت) وخاف الشباب الضارب أن

يموت أبو بكر فتطالب أسرته بني تميم بالثأر كِشأن العرب

, وقد حملوا أبا بكر شبه ميت, وذهبوا به إلي أمه سلمي

بنت صخر وتكني بأمر الخير . نظرت سلمي فوجدت ابنها

محمول , وقال الشباب الحامل : هذا ماصنعه محمد في

ابنك, هذا ماصنعه الإسلام.

إلا إن أبا بكر حالته لاتسمح بجواب – فجلست أمه أكثر

من ثلاث أيام تمرضه وتستعين بكل الأطباء , فاستطاع

الصديق أن يجمع شئ من وعيه ويسترد عافيته ويعي وكان

أول كلمة قالها لأمه: ياسلمي ماذا صنع رسول الله ؟

ولما سمعت أمه هذه العبارة قالت : مازلت تذكر سيرة محمد

وسيرة الإسلام, هذا هو السبب هذا الخراب, لقد كدت أن

تموت .

قال لها: ياأماه لاتسفي فو الله لولا الله وماكلفنا به من بر

الوالدين لردت لك الصاع صاعين محمد هذا الذي تعيبين

فيه هو الذي أمرنا ووصانا بالأم والأب.

ثم قال: ماذا صنع رسول الله؟ وهو مصر علي هذا السؤال؟

فقالت: يابني والله ماأعلم.

فقال: ياأماه أرسلي إلي فاطمة بنت الخطاب تأتي بعد

المغرب لأعرف منها , وفاطمة كانت أسلمت سراً ولا يعلم

أحد.

فجآءت فاطمة تجري فلما رأت أبا بكر قالت: الحمد لله

قال: ماذا صنع رسول الله ؟ قالت: أنه بخير ولم يمس

قال: أريد أن أزوره , فقالت: الرسول يسأل عنك ويريد أن

يراك.

قال أبو بكر: لا والله لن تنتقل قد ماه من أجلي إنما أنتقل

أنا من أجله

وأمه جآءت له باللبن عندما أفاق, فقال لها: (والله إن

الطعام والشراب علي حرام حتي أعلم ماذا صنع رسول الله ؟ )

فعلاً جآء أبو بكر وأمه تسنده من جانب وفاطمة بنت

الخطاب تسنده من الجانب الآخر

والرسول صلوات الله عليه وسلامه عليه كان في بيت الأرقم

بن أبي الأرقم عند أسفل جبل الصفا .

الرسول فرح فرحاً شديداً بسلامة أبي بكر الصديق.

وعندما جلس أبو بكر قال: يارسول الله ادع أمي للإسلام

لعل الله يهديها علي يديك.

الأم لاتريد أن تسلم, ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم

لطفها ودعاها إلي الإسلام.

فقالت له: وما الإسلام ؟ ماسمعنا عنكم إلا أنكم فرقتم بين

الأب وابنه, وبين الزوج وزوجته , وبين الأم وأولادها .

فقال لها النبي: ( ياأم الخير مافرقنا ولكننا جمعنا الناس

علي توحيد الله ) ثم قرأ عليها الآيات.

قالت: أهذا هو دينك؟

قال النبي صلي الله عليه وسلم: (أنا بأقول لا إله إلا الله)

قالت: صح ( وبالوالدين إحساناً)

قال: صح – صلة الأرحام – الصدق في الحديث – الوفاء

بالوعد – أداء الأمانة – الشجاعة في الحق – الجهاد في

سبيل الله – الكرم – وعد لها الأخلاق.

قالت: من أحب أن يدخل في دينكم ماذا يصنع؟

قال النبي صلي الله عليه وسلم: قولي: أشهد أن لا إله إلا

الله وأن محمداً رسول الله.

نطقت بالشهادتين وأسلمت خير إسلام.

قال أبو بكر: الحمد لله الذي نجاها من النار , وأرجوا الله

أن يهدي أبي .

ولقد تأخر إسلام الأب حتي فتح مكة سنة 8هـ قبل موت

الرسول الكريم بسنتين.

وقد أعتق أبو بكر عدداً من الإماء مثل زنيرة والنهدية

وإبنتها وأم عبيس      

 كما أعتق بلالاً وعامر بن فهيرة.

 

                     

              (والحمد لله رب العالمين

اترك تعليقاً