معجزات رحلة هجرة الرسول الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

المعجزات:

          ومن العبر التى استنبطها العلماء من نهاية المطاف فى رحلة الهجرة:

          مع كونه نبى ولكن موضوع الهجرة  مبني على الأخذ بالأسباب ، وجآءت غايات من الله خارقة للعادة – مثل – خروج النبى – صلى الله عليه وسلم – من البيت وعشر شبان موجودين هذا إعجاز.

          ليس من العادة ولا فى ما ألف الناس أن يكون عشر شبان مأجورين للقتل.  ويفتح الباب ويخرج ويضربهم بشوية تراب ، هذا ليس يده وليس التراب ولكن رب الأرباب – إعجاز من السمآء.

مثال (2) للمعجزة:

          سُراقة بن مالك لما جآء يلحقه ويأخذ 200 ناقة مكافأة وهو صعلوك من صعاليك بنى مُدلج – من قديد – غلبان فقير ، راكب الفرس مخصوص لكى يقبض عليه ما الذى رجعه تانى؟؟   لأن الرسول قال:  (اللهم أكفنيه بما شئت – اللهم اصرعه عنا) راح الفرس قوائمه ساخت فى الأرض – لدرجة أن أبا جهل قال: أنه بلغنى أنك كذاب ، وجدتهم وتركتهم.  قال سُراقة:  ياأبا الحكم لو كنت شاهداً لأمر جوادى إذ تسيخ قوائمه لعلمتُ ولم تشك بأن محمداً رسول من الله فمن يقاومه.

          أنت رجل غنى وأنا رجل فقير، 200 ناقة كثير، أنا كنت عايز معزة ، لو كنت معى ورأيت فرسى ثلاث مرات.

          أنه رسول وهذه إعجاز من الله – من الذى يقاوم الله.

          فمع كون الهجرة اتخذت جانب الإحتياط والأخذ بالأسباب والحذر إلا أنها مُدت من الله بعناية أُخرى (اعملوا الذى عليكم وتركوا الباقى على الله).

          كما أن النبى – صلى الله عليه وسلم – فعل ما عليه – فعل الله ما عنده من كرامات.

          ولقد سمى المصطفى – صلى الله عليه وسلم – يثرب (المدينة)– لما دنا منها رأى ناس – علم أهل يثرب أن النبى فى الطريق إليهم فكانوا كل يوم يطلعوا إلى أن تصرفهم حرارة الشمس وكان هذا عقب شهر أغسطس  (حر الحجاز يبقى قاتل).

          ووصل النبى – صلى الله عليه وسلم – يثرب فى 20 سبتمبر سنة 620 ميلادية – يوافق ذلك12 ربيع الأول سنة 53 من ميلاد النبيين عليه الصلاة والسلام – كان يوم اثنين.

          فواحد يهودى طلع على حصن يقضى مصلحة له فرأى موكب النبى – صلى الله عليه وسلم – فصرخ بأعلى صوته:  (يابنى قيلة هذا جدكم قد أقبل).  قيلة:  جدتهم الأصلية أم الأنصار كلهم أوس وخزرج.

          فخرج جميعاً بالسلاح لماذا؟  (1) لأن هناك ثأر بينهم ، (2) ولكى يحموا هذا الضيف الذى أتى – كل واحد واخد معه السلام يحمى نفسه أولا من خصومة إذا كان له خصوم ويحمى الضيف (النبى – صلى الله عليه وسلم).

          ولكى يظهر للنبى – صلى الله عليه وسلم – القوة وفيه الكفاية أنه يحميه ، وكان بعضهم يحمل السلاح بيده اليمنى وساحب جمل بيده اليسرى ، الجمل إشارة للكرم والسلاح إشارة للقوة.

          الرسول عليه الصلاة والسلام لما وصل بعث مندوب إلى عمرو بن عوف – لم يرد الرسول أن يدخل المدينة رأساً – فى ظاهر الحرة ذات اليمين توجد قبيلة من القبائل العظيمة منتشرة وذات قوة تسمى قبيلة بنى عمرو بن عوف ودخل عليهم – كانوا فاكرين أن النبى – صلى الله عليه وسلم – سوف يُقيم بينهم – قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (إنى أُمرت من الله بقرية تأكل القرى يقولون عنها يثرب وهى المدينة) أول تغير لها من رئيس الدولة فى هذا اليوم.

          القرآن ذكر الأسمين فى سورة الأحزاب الآية (13):

          (وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا).

          وفى سورة التوبة وهى تعتبر من أواخر السور الآية (120):

          (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ).

          لما دخل عند بنى عمرو بن عوف:

          طلع واحد منهم يعتبر رئيس لهذه القبيلة كلثوم بن هدى قال: (لن تنزل عند أحد غيرى) قال النبى – صلى الله عليه وسلم: حاضر ياكلثوم عندك إن شآء الله.

          وجآء الليل عليه وإذا بأسعد بن زرارة الذى كان مستضيف مصعب وكان يلف به على البلاد وأسلم على يده سعد بن معاذ وأُسيد بن حَُضير وهو رجل كريم – وهو من الخزرج – فلما سمع أن الرسول وصل عند بنى عمرو بن عوف جآء متقنع بالليل خوفاً أن أحد يعرفه من الأوس فيقتله ، وكما قلنا أنهم ولاد عم وأمهم قيلة.

          سبحان من يهدى على يديه الأمم ويتم على يديه النعم ويكشف على يده الغمم الرسول عنده رسالة وليس ذاهب إلى المدينة لكى يرتاح لا ، فإذا كان الرسول يجاهد فى مكة قيراط فإنه سوف يجاهد فى المدينة ألفين قيراط …

           قال النبى:لما أتيت وما بينك وبين القوم ما نعلم قال أسعد:(ما كان لأسعد ان يسمع عنك فى مكان ولا يأتى حتى ولو أموت ، فأنتهزها الرسول فرصة).

          فكان واحد اسمه سعد بن خيثمة – الله يرضى عنه – كان عازب ، قال الرسول للمتزوجين الذين جآءوا من مكة ومعهم نسآئهم – يكونوا مع إخواننا الأنصار الحريم مع بعض الرجال مع بعض إلى أن ندبر الأمور.

          أما العُزاب كانوا كثيرين الذين تركوا أولادهم ونسآءهم فى مكة ، كان سعد بن خيثمة عازب وكان بيته واسع فكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – أغلب أوقاته جالس عند سعد – ولكن متاع النبى والناقة عند سيدنا كلثوم بن هدى.

          قال النبى:  (أٌريد أحداً من الأوس يتولى حماية أسعد بن زرارة) ، فقام سعد بن خيثمة وقال:  أنا يارسول الله ، ياأسعد أنت فى حماية الله وحمايتى – لن تُمس بسوء – الذى يمسك بسوء كأنه مسنى أنا ..  فقال النبى – صلى الله عليه وسلم:  خذ بيد أخيك فى الله أسعد ومر به على بيوت الأوسيين بيت بيت كلهم لكى تصلحهم على بعض (لكى تأخذ ثوابك كاملاً).

          كانت أشرف ليلة ولذلك أن سيدنا أنس خادم النبى – صلى الله عليه وسلم قال: ساعة ما الناس ساروا كانوا أكثر من 500 فى لحظة وهم يجروا من فرحتهم ما شبهتهم عن الأرض إلا بأسراب الطيور فى السمآء) – كيف تجمعوا فى لحظة – وهما يومان ما رأيتُ فى المدينة مثلهم قط؟؟

          قالوا:  وما هما اليومين؟؟   قال أنس:  (يوم أن دخلها النبى أضآء منها كل شئ ، ويوم مات فيها النبى أظلم فيها كل شئ).

          فلما أنصرف سعد مع أسعد – وطاف به على قبائل بيوت الأُسيين بقى الأمان وتسمى أول مؤسسة إجتماعية للإصلاح والتفاهم الإجتماعى وإزالة التشاحم والبغضاء فى عهد النبى – صلى الله عليه وسلم.

(  والحمدلله رب العالمين )

اترك تعليقاً