أسباب الفقر

[:ar]

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

أما بعد ،،،

فأي إنسان كائناً من كان حريص على شيئين ، حريص على وجوده (أن يبقى حياً) وحريص على رزقه (وأن يكون رزقه وفيراً).

ما هي الأسباب التى تقربنا من الفقر؟

          ليس في الدين رأي شخصي ، إنه دين الله ، ولولا الدليل لقال من شآء ما شاء ، الأشياء التى تقربنا إلى الفقر عشرة:

(1)الزنا ، (2) نقص المكيال والميزان ، (3) الحكم بغير ما أنزل ، (4) منع الزكاة ، (5)الربا ، (6) اليمين الكاذبة ، (7) الكذب ، (8) الإحتكار ، (9) الغش ، (10) التجارة في المحرمات.

أولاً :   الزنــــا

          مصداقاً لقوله تعالى في سورة الإسراء الآية (32):

          (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)

الزنا له عقابان:  (1) عقاب سببي ، (2) عقاب وضعي.

العقاب السببي:  إذ يصاب الإنسان بأمراض خطيرة جداً (فيروس الإيدز) الذى قضى على عشرات الملايين من أهل الأرض ، والآن تقريباً ستون مليون إنسان مصابون بهذا المرض  وهو في طريقهم إلى الموت.

العقاب الوضعي:   يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذى رواه إبن عباس وأخرجه الطبراني:  (إياكم والزنا ، فإن فيه أربع خصال:  (1) يذهب البهاء من الوجه ، (2) ويقطع الرزق ، (3) ويسخط الرحمن ، (4) ثم الخلود في النار).

ثانياًورد في الأثر عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أنه نقل عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله:  (في الزنا ست خصال ، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة ، أما اللواتي في الدنيا فيذهب ببهاء الوجه ، ويورث الفقر ، وينقص العمر ، أما اللواتي في الآخرة ، فيورث السخط وسوء الحساب والخلود في النار).

مثال1:  قصة من الحياة

          رجلان يعملان في طلاء السيارات ، ذهبا إلى ألمانيا ليستوردا سيارتين وعادا بالسيارتين براً ، نزلا في فندق في بلده من بلدان أوروبا الشرقية ، يقول أحدهما:  بعد الساعة الثانية عشرة طرق باب الرجلين من قبل امرأتين ، الأول فتح الباب ، والثاني قال:  إني أخاف الله رب العالمين ، ثم وصلا إلى مصر – الأول في صعود والثاني في هبوط ضاقت الأحوال به فباع محله وطلق زوجته.

          يقول النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابن عمر – رضي الله عنهما – الجامع الصغير:  ((الزنا يورث الفقر)).

          هذا عقاب وضعي ، الله يفعله يجعله فقيراً ، الفقر فقر ذات اليد ، وفقر القلب – الزاني محجوب عن الله عز وجل لأنه وقع في فاحشة ، مصداقاً لقوله تعالى:

          (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً وساءً سبيلاً).

          رب العزة لم يقل: ولا تزنوا بل قال:  (ولا تقربوا الزنا) بئس هذا من طريق لأنه يؤدي إلى النار.

          فأي شئ يؤدي إلى الزنا فهو حرام ، (1) فالخلوة بالأجنبية حرام ، (2) صحبة الأراذل شئ محرم ، (3) إطلاق البصر شئ محرم ، (4) متابعة أشياء إباحية في الإنترنت وفي الفضائيات شئ محرم لأنه إثارة مستمرة لأن هذا طريق الزنا – النهي ليس عن الزنا بل النهي عن أسباب الزنا.

          إستمعوا إلى حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكأنه بيننا:

          (( يا معشر المهاجرين:  خمس إذا إبتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن))

1ــ لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التى لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا.

          (هل هناك أوضح من هذا الكلام في موضوع فيروس الإيدز).وكذلك فيروس الكورونا .

ثانياًنقص المكيال والميزان من أسباب الفقر..

          (ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين) ، (وهي القحط والجفاف) ، وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم.

          في كل حرب في الشرق الأوسط تنتقل مئات المليارات من العملة الصعبة من الشرق إلى الغرب.

ثالثاً:   الحكم بغير ما أنزل الله من أسباب الفقر..

          قال ابن عمر قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)  أخرجه ابن ماجه.

          تجدي الحروب الأهلية ، وهذا حديث رسول الله الذى لا ينطق عن الهوى.

          في سورة المائدة الآية (44 – 45 – 47):

          (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)

(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)

(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)

          لقد عمل الإحتلال الأجنبي (1) على إلغاء الأحكام الشرعية ، (2) وأحلوا القوانين الوضعية مكان الشريعة ، (3) وأشاعوا الإلحاد والإنحلال والفسوق مكان الأخلاق الإسلامية ، (4) وقد ربى الإحتلال طبقة فاسدة من أبناء المسلمين ، وهم قاموا بعد رحيل الكفار بتثبيت هذه القوانين وفرضها على المسلمين.

رابعاًمنع الزكاة من أسباب الفقر

          قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا).  

هناك آية دقيقة جداً في سورة الأنعام الآية (65):

(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ (65)

بمعنى:   الرب القادر على إنجائكم من الكرب ، قادر على تعذيبكم ، (من فوقكم) الرجم بالحجارة ، والطوفان ، والصيحة والريح ، كما فعل بعاد وثمود وقوم شعيب وقوم لوط وقوم نوح (أو من تحت أرجليكم) الخسف والرجفة كما فعل بقارون وأصحاب مدين (أو يلبسكم شيعاً).

          يقوى عدوكم حتى يخالطكم ، وجعلكم فرقاً يقاتل بعضكم بعضاً.

          (ويذيق بعضطم بأس بعض)  بالحرب والقتل في الفتنة.

          والآن فقد لبسنا العدو في ديارنا واستولى على أنفسنا وأموالنا ، مع الفتنية المسئولية علينا بقتل بعضناً بعضاً وإستباحة بعضنا أموال بعض ، وكان الرسول الكريم صباحاً ومساءاً (اللهم استر عورتي وآمن روعتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوق (الرجم بالحجارة والطوفان والصيحة والريح) وأعوذ بك أن أغتال من تحتي (الخسف) هذه الصواعق والآن الصواريخ ، هذه الزلازل والآن الألغام والحروب الأهلية.

          هناك إحصاءات ربما لا تصدقونها ، خمسة بالمئة فقط من أغنياء المسلمين يدفعون زكان أموالهم ، والحديث يقول:  عن بريدة وأخرجه الطبراني في الأوسط:

          (ما منع قوم الزكان إلا إبتلاهم الله بالسنين).

خامساً:         الربا من أسباب الفقر..

          يقول عليه الصلاة والسلام:  (ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة أي الفقر)  والله عز وجل يقول في سورة البقرة الآية (278 ، 279):

          (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)

          ذكر ابن بكير قال: جآء رجل إلى مالك بن أنس فقال:  يا أبا عبدالله ، إني رأيت رجلاً سكراناً يريد أن يأخذ القمر  فقلت:  إمرأتي طالق إن كان يدخل جوف ابن آدم من الخمر ، فقال:  إرجع حتى أنظر في مسألتك ، فأتاه من الغد فقال له:  إرجع حتى أنظر في مسألتك فأتاه من الغد فقال له:  أمرأتك طالق ، إني تصفحت كتاب الله وسنة نبيه فلم أر شيئاً أشر من الربا ، لأن الله أذن فيه بالحرب.

الحديث الثاني:   عن ابن مسعود – رضي الله عنه قال:  (لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده).

الحديث الثالث:   وقد روي ابن عباس – رضي الله عنهما – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال:  (إذا ظهر الزنا والربا في القرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله).   أخرجه الحاكم.

 

سادساً:         اليمين الكاذبة من أسباب الفقر

          في الحديث الذى رواه عبدالرحمن بن عوف وأخرجه البزار قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (اليمين الفاجرة تُذهب المال أو تذهب بالمال).

          إن تحلف يميناً كاذبة ، هذه اليمين الكاذبة سبب عند الله للفقر.

بعض التابعين قال لأحد التجار:  يا عبدالله ، اتق الله ، ولا تكثر الحلف ، فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت ، ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف ، فلا داعي أن تحلف أن هذه الحاجة سعرها كذا.  والله عز وجل الرزاق.

الحديث الثاني:   عن أبي قتادة – رضي الله عنه قال:   قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (إياكم وكثرة الحلف في البيع ، فإنه ينفق ثم يمحق).  أخرجه مسلم

          الشاري قد يخجل منك فيشتري البضاعة بإيمان مغلطة ، لكن الله عز وجل يمحق هذا المال.

          كان الإمام أبو حنيفه – رضي الله عنه – يتصدق بدينار عن كل يمين حلفها صادقاً فكيف إذا كان كاذباً بل إن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول:  (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم) ، قال:  فقرأها رسول الله ثلاث مراراً ، قال أبو ذر:  خابوا وخسروا ، من هم يا رسول الله؟  قال:  (المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحف الكاذب).

سابعاًالكذب من أسباب الفقر

          الكذب من صفات الكاذبين والمنافقين مصداقاً لقوله تعالى في سورة النحل(105):

          ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)

أي كذب قليل بالنسبة لكذبهم.

          المؤمن لا يكذب ، قد يقع في معاصي ، لضعف في نفسه ، قد تغلبه شهوته ، لكن الكذب ليس شهوة ، بل هو خُبث ، المؤمن لا يكذب.

ورد في بعض الأحاديث:

          قال أبي أمامه الباهلي وأخرجه أحمد (يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب) بمعنى:  الخلال كلها:  (1) هناك مؤمن عصبي المزاج ، على العين والرأس ،  (2) ومؤمن يحب البقاء في البيت ، (3) ومؤمن يعتني بهندامه كثيراً ، (4) ومؤمن هندامه أقل من غيره ، (5) ومؤمن يحب الإختلاط مع الناس ، (6) ومؤمن يؤثر العزلة هذه طباع ، فإذا كذب وخان فليس مؤمناً ، المؤمن لا يكذب.

الحديث الثاني:   رواه أبوهريره – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:  (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى ، وهو كاذب ………)  أخرجه البخاري.

مثال1:   في الإعلانات التى توهم بخصائص لبضاعة ليست فيها ، التى توهم بأنها من مصدر معين ، وهي من مصدر آخر (2) أن تضع علامة لسلعة ليست من هذا المعمل قضية سهلة جداً ، (3) الآن هناك معامل بأعلى مستوى من التقنية ، توضع العلامات التجارية الرائجة على سلع من مستوى منخفض جداً ، وتباع هذه السلع بهذه الطريقة لذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذى رواه أبو هريرة وأخرجه الجامع الصغير (الكذب ينقص الرزق).

الحديث الثاني:   الذى رواه حكيم بن حزام وأخرجه المجموعة:

          (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبينا بُورك في بيعهما ، وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما)  متفق عليه..

البيعان:  المشتري والبائع

أنت حينما تخفي عيباً في بضاعة الله عز وجل يتولى معاقبتك.

مثال1:     نعرف إنسان عنده مركبة فيها عيب خطير في المحرك فباعها ، وتمكن أن يخفي هذا العيب ، وقال لنا بالحرف الواحد:  (لبستُها لشخص) ، ظن نفسه ذكياً ، وأوهم الشاري أن هذا المحرك طبيعي جداً ، وباعها وأشترى سيارة على الصفر – جميلة جداً لون طحيني الفرش بلون كحلي ، وهو مسرور بها ، في ثالث يوم في أحد أحياء القاهرة أرتكب حادثاً فتحطمت تحطماً بالغاً ، وكان هذا جزاء بيع سيارته وأخفى عن المشتري العيب (إخفاء العيب حرام).

الحديث التالي:   الذى رواه عبدالله بن مسعود وأخرجه البخاري ..  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصُدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، وإن الكذب يهدي إلى الفُجُور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً).   وهذا من أروع الأحاديث.

مثال1:          المؤمن لا يكذب

          بعض الآباء دون أن يشعروا يعلمون أولادهم الكذب ، يقول لأبنه:  قل لهم أنني لست هنا ، هذا الكلام العملي يلغي ألف محاضرة في الصدق ، الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم ، ولغة العمل أبلغ من لغة القول.

مثال2:   صاحب شركة يمشي بسيارته ضرب سيارة أخرى فيها إنسان فوق التسعين مات فأتصل الشاب صاحب الشركة بمدير شركته ، وهو موظف عنده ، قال له ما حدث ، قال له الموظف إطمئن ، تعالى بعد ساعة إلى مركز الشرطة الفلاني ، وجآء بعد ساعة ، كان كل شئ منتهياً الضبط بخلاف الواقع ، السيارة التى فيها من مات هي التى ضربته ، قال له المسئول:  وقع ، قال الشاب له:  الذى حصل خلاف ذلك – قال له:  وقع ، قال له: لا أوقع قال له المسئول:  عجيب ، أول مرة إنسان أن أخلصه وهو يوقع نفسه.  قال له الشاب:  أنا لا أريد أن أنجو منك ، أريد ان أنجو من الله – لا أوقع إلا على الذى حدث ، فوقع أنه هو الذى تسبب في موته ودفع الدية ، وعين أولاده موظفين في شركته.

          نحن نريد إنسان كهذا الإنسان ، أريد مؤمناً إيمان صادق هناك موظفين إيمانهم يلفت النظر ، لا نرقى إلى بهذا.

          ما دمنا نتحرى العدل فالله ينصرنا ، فإذا ظلم بعضنا بعضاً فالله يخذلنا – والله أنا أعتز بهذا الإنسان الذى أتيحت له فرصة أن ينجو من كل مسئولية لكنه تربى تربية عالية قال:  أنا لا أوقع إلا على الذى حدث ، ويدفع الثمن.

ثامناًالإحتكار من أسباب الفقر

          معصية أخرى هي الإحتكار ، الحديث الأول:  في الحديث الذى رواه عُمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وأخرجه محمد بن ماجه في مسنده قال: 

(من أحتكر على المسلمين طعاماً ضربه الله بالجُذام والإفلاس).

          هذا المحتكر أراد أن يمتع جسمه بهذا المال الوفير – أراد أن يزداد ماله فأصابه مرض عُضال ، وماله أصابه الإفلاس.

ما معنى الإحتكار؟   هو أن تحبس بيع البضاعة ، ولا سيما البضاعة الغذائية التى يحتاجها الناس ، أن يحبسها من أجل أن رتفع ثمنها.

هل تصدقون أنه كما يكون البائع محتكراً يكون الشاري محتكراً كيف؟

          أنت تحتاج في الشهر إلى عبوة من غذاء معين ، فشعرت بأزمة ، فأشتريت خمس عبوات ، هذا المستهلك الذى يشتري فوق حاجته ، يسبب نقص هذه البضاعة محتكر أيضاً خُذ حاجتك فقط  مصداقاً لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذى أخرجه مسلم والترمذي.

الحديث الثاني:    (من أحتكر فهو خاطئ)

          نحن نقول في أنفسنا: خاطئ ليس مشكلة ، اسمع قول الله تعالى في سورة القصص الآية (8):

        (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)

          كلمة خاطئ في القرآن معناها أنه إلى جهنم وبئس المصير.

الحديث الثالث:   

          عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (الجالب مرزوق والمحتكر ملعون).

مثال1:   الموظف له دخل محدود ، فرفعت عليه السعر ، أنت أرباحك زادت أما هذا الموظف سحقته (عنده أولاد وعنده زوجة) وهو شريف ومستقيم ، لا يأكل حرام ، لكنك أوقعته في حرج كبير – الله لك بالمرصاد – الله عنده أورام خبيثة ، فشل كلوي ، تشمع كبد الله عنده أمراض تدع الحليم حيران – عنده عقاب يشيب له الولدان ، إياك أن تبني مجدك على أنقاض الآخرين ، إياك أن تبتز أموالهم ، إياك أن تلقى الرعب في قلوبهم ، إياك أن تأخذ ما ليس لك – هناك إله عظيم عليم.

تاسعاً:   الغش من أسباب الفقر...

          الغش مثل تغير صفات البضاعة ، تغير منشأ  البضاعة – اللعب بالوزن ، بالكيل ، بالمساحة – هذا كله يؤدي إلى فقر.

          الباعة عندهم حاسة سادسة ، يشعرون أن هذا المشتري جاهل بخصائص البضاعة  فيبيعونه أسوء بضاعة بأغلى ثمن ، ويتوهمون أنهم أذكياء.

مثال1:  إنسان أشترى سيارة ، وهو لا يفهم ما فيها ، فيها مشكلة جآء إلى أحد المصلحين وطلب مبلغاً كبيرا ، والمدة ثلاثة أيام ، مع العلم بأن إصلاح السيارة يحتاج إلى دقيقة واحدة ولا تكلف شيئاً ، (1) فأول يوم أخذ أهله بهذه السيارة وذهب إلى القناطر الخيرية ، (2) وثاني يوم إلى الهرم ، (3) وثالث يوم إلى الفيوم ، فقال له جاره يارجل إتق الله – التصليح يحتاج إلى ربع ساعة وأنت جعلتها ثلاثة أيام ، وبمبلغ كبير جداً – هذا الميكانيكي له ابن يعمل في مخرطة ، دخلت نثرة فولاذ في عينه كلفته العملية مبلغ كبير ، والقصة واقعية.

من هو الغبي:     هو الذى يتوهم أن الله لا يعاقب.

قال أحدهم:  يارب لقد عصيتك ولم يعاقبني ، قال:  عبدي قد عاقبتك وكم تدري مليون مصيبة يسوقها الله لك.

عاشراً:   التجارة في المحرمات من أسباب الفقر

آخر معصية:   التجارة في المحرمات – هناك مواد محرمة ، ومشروبات محرمة ، ولحوم محرمة – وبضاعة محرمة (الخمرة – البانجو – الحشيش – الحبوب المخدرة – الخنزير) أشياء لا تعد ولا تحصى لمجرد أن تتاجر في المحرمات فقد وقعت في إثم كبير.

          الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نتعلم فمن دخل السوق من دون فقه أكل الربا – شآء أم أبى فمعرفة الأحكام الشرعية فرض عين على كل مسلم.

          ما الحلام وما الحرام – فأنا أتمنى هذه القواعد العشرة أن تحفظ وأن يتقيد بهذه التعليمات التى أرادها الله أن تكون منهجاً لنا.

          حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم ، وأعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، والكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني.

 

((والحمدلله رب العالمين))

[:]

اترك تعليقاً