إذا اعتمدت علي الله يوفي بوعده لك

 

 

إذا اعتمدت علي الله يوفي بوعده لك

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أحسن تدبير الكائنات , فخلق الأرض والسماوات وأنزل المآء الفرات من المعصرات ,فأخرج به الحب والنبات, والصلاة والسلام علي محمد ذي المعجزات الباهرات, وعلي آله وأصحابه, وسلم تسليماً كثيراً .

 

أما بعد,

 

فهكذا سنة الله في خلقه, ولن تجد لسنة الله تبدلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً

الدليل: هذه القصة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم” عندما خرج النبي صلي الله عليه وسلم من الغار وهو في طريقه إلي المدينة المنورة التي نورها محمد صلي الله عليه وسلم ومعه صديقه أبو بكر الصديق.

الله أعلم هل يوصلا إلي المدينة أم يقعا في أيدي الكفار وفي عز الخوف والرعب يأتي سراقة بن مالك ورأهم بالفرس وعندما اقترب منهم دعا عليه النبي صلي الله عليه وسلم فساخت ساق فرسه في الأرض ولايستطيع أن يفعل شيئاً وأطلعه الله عز وجل علي العجائب فأعلن إسلامه . النبي معتمد علي ركن ركين وهو الله.

قال النبي صلي الله عليه وسلم ياسراقة: كيف بك إذا لبست سواري كسري بعزة الإسلام؟ قال يارسول الله أنا سراقة أفقر واحد في مكة وصعلوك من الصعاليك , وكسرى أنو شروان بن هرموز ملك الفرس العالم يرتعش من اسمه . أنا ألبس سواري كسرى قال النبي صلي الله عليه وسلم: سوف يأتي اليوم الذي تلبس فيه سواري كسرى.

ونجد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم يتكلم بوعد الله”وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)وتمضي الأيام 23 سنة والناس نسوا هذه النبوءة وحدثت غزوات وحروب في المدينة, والآلآم وآمال وأفراح وأحزان ومات النبي الكريم عليه الصلاة وأزكي السلام ولحق بالرفيق الأعلي ثم مات بعده أبو بكر الصديق بعد فتره حكم سنتين وثلاثة شهور .

وجآء عمر للخلافة الإسلامية وفي عهده فتحت المدائن عاصمة فارس. وكان من ضمن الجنود سراقة بن مالك وهو نسى الوعد الذي وعده رسول الله صلي الله عليه وسلم له. وجآءت الغنائم ومن ضمنها سواري كسر يضعه في يده والتاج الملك والمنطقة الحزام مصداقاً لقوله تعالي في سورة الدخان 25 : 28 ” كَمْ تَرَكُوا مِنجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (28) “

فلما جاءت الكنوز لسيدنا عمر سجد شكراً لله لماذا؟

لأن الله هزم أعداؤه وقتل كسرى فقال عمر: (الحمد لله , الله أكبر – صدق الله وعده) وأخذ الناقة لوحده وقالوا له: إلي أين ياأمير المؤمنين؟ قال عمر: ( إلي مكة لتنفيذ وعد الله ) قالوا: نأتي معك نحرسك – قال عمر: يحرسني ربي.

وبعد سبع أو ثمان أيام وصل إلي مكة (كان من الممكن أن يرسل إلي سراقة فيأتي له في المدينة,( ولكن هؤلاء حكام عايشين لتحقيق أمال الناس) وعندما وصل عمر بن الخطاب إلي مكة انقلبت الدنيا أمير المؤمنين . قال عمر: أين سراقة بن مالك؟

ثم ذهبا الإثنين إلي المسجد الحرام وألبسه التاج علي رأسه وفي وسطه الحزام والسوارين في يديه وقال عمر: أصعد علي المنبر أمام الناس وقل ” الحمد لله الذي ألبس سراقة بن مالك صعلوك من صعاليك بني مدلج تاج كسرى ومنطقة كسرى (الحزام) وسواري كسرى بعزة الإسلام وصدق الله ورسوله ,

 ومازادنا إلا إيماناً وتسليماً. ( ونحن نعلم أن زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعده للمؤمنين).

                                                                  (والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً