بالصلاة تقبل باقى الأركان

 

بسم الله الرحمن الرحيم

     الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعــد ..

الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد التوحيد وبعد الإيمان حديث مذكور فى الكتب بالروايات ومنها  

رواية عن الترمذى وهى رواية الإمام أبو يعلى عن أنس بن مالك خادم الرسول – صلى الله عليه وسلم.  يحكى لنا حريص  ويقول :

(“قدمتُ إلى المدينة المنورة وأنا فى الطريق إليها قلتُ: (“اللهم ارزقنى جليس صالح انتفع به )

 فدخلت المسجد النبوى وكانت جلستى بجوار أبوهريرة – رضى الله عنه – فلما تعارفنا بعد انقضاء

الصلاة قلتُ يا أبا هريرة لقد أستجاب الله دُعائى فيك.  قال أبوهريرة: وما ذلك ؟  قلت:  دعوت الله 

أن يرزقنى جليس صالح انتفع به ، وجآء جلوسى بجوارك ففى ظنى أنك أنت الجليس الصالح الذى ينفعنى الله على يديك.

 فقال أبوهريرة:  بشرك الله بالخير وأرجو من الله أن أكون عند ظنك فى.  فقال حريص: 

حدثنى بحديث سمعته أُذناك وأبصرته عيناك ووعاهُ قلبك عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم

تسمعُهُ من أحداً إلا منه هو.  فقال أبوهريرة:  “نعم ، سأُحدثك بحديث سمعته من رسول الله نفسه يقول: 

“(أول ما افترض الله من دينكم الصلاة ، وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة ، وأول ما يرفع من دينكم 

الخشوع فى الصلاة ، وأول ما يحاسب العبد يوم القيامة من دينه الصلاة فإن صلحت صلح سائر

عمله وقد انجح وأفلح  ، وإن فسدت فسد سائر عمله وقد خاب وخسر, وإن انتقص منها شئ قال الله 

عز وجل لملائكة انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع فاكملوا فريضته من نافلته ثم يكون 

حسابه في الصوم والزكاة وسائر عمله على ذلك )

صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورضى الله عن الراوى أبوهريرة ورضى الله عن 

 المبلغ حريص بن قبيصة ، نفعنا الله بعلمهم وجعلنا فى صحبتهم يوم لا ينفع الحبيب حبيبه.

فى هذا الحديث فوائد منها:

حرص السلف الصالح على تلقى العلم ولو مع بُعد المكان فهذا حديث حريص يأتى من مكان بعيد 

حرصاًعلى طلب العلم ويتمنى من الله فى الطريق أن يجمعه بالجليس الصالح وينتفع بعلمه ، وهذا 

يدل على أن المسلم ينبغى له أن يحرص دائماً على أن يتلقى العلم ولا سيما على يد أهله المخلصين 

المتدققين النافعين الذين يخشون ربهم بالغيب والذين لا يؤتون إلا بما ثبت فى هذاالدين صدقه والذين لا يخشون فى الحق لا يخشون في الحق لومة لائم 

فإن الجليس والقرين والصاحب والرفيق والزميل والشريك فى التجارة كل أولئك أنت بهم فى الدنيا 

منتفع أو هالك , وأنت بهم فى الآخرة مسئول إما فى جنة أو إلى نار. (“لا تسأل عن المرء وأسال عن قرينه”).

وهذا هو السبب فى قول النبى – صلى الله عليه وسلمL (يُحشر المرءُ على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل ، فمن هوى الكفرة حُشر معهم ولا ينفعهُ عمله شيء)

(والجليس الصالح مثلهُ كحامل المسك إما أن تأخذ منه مسك ( تشتريه ) وإما أن يمنحك هو شئ من عنده.)

ومن هنا جآء القرآن ورغبت السنة النبوية المشرفة فى أن يعيش الإنسان مع الصالحين ، ولا يطرق 

باب إلا باب الصالحين ، ولا يدخل بيته إلا الصالحون حتى يزداد إيمان على إيمان.

الفائدة الثانية:

      إن الله تعالى استجاب دعاء حريص بن قُبيصة وهو الشخص الصالح ودعاء الصالحين مستجاب.

 

 

( والحمدلله رب العالمين )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً