جزاء من يتقي الله

 الحمد لله ربه العالمين ، جاعل الظلمات والنور ، وصل الله على سيدنا محمد الذى بشر وانذر ووعد وأوعد ، انقذ الله به البشر من الضلالة ، وهدى الناس الى صراط مستقيم 

أما بعد : فكان شابا يمشى بجوار بيت به نخل يسقط بعض ثمرة فى الشارع ، فوجد تمرة فآكلها ثم ندم ، فدخل الى صاحب البيت وقال له : انا أكلت تمرة ، أم أن أدفع  ثمنها او اشتغل عندك او تسامحنى فيها .

قال الرجل : لا أسامحك ولا اخذ ثمنها ولا تشتغل عندى .

قال الشاب : ثابت بن النعمان وهذا اسمه : وما العمل إذن ؟

قال الرجل : تتزوج ابنتى – قال : وفقت – قال : أنها عميآء وبكمآء وصمآء . بالله عليكم هل يقبل شاب سنة 2013 ان يتزوج واحدة بهذه الصفات المهم وافق ثابت – وتزوجها ودخل عليها فقال : السلام عليكم ورحمة الله قالت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته – فتعجب .

هى لا بكمآء ولا صمآء تسمع وتتكلم ، فقرب منها ورفع الطرحة من على وجهها فوجدها تبارك الله فيما خلق – العيون سبحان الله فسأل أبوها لماذا قلت لى أنها ترى لا تسمع لا تتكلم ؟

قال : إنها لا تنظر إلى ما حرم الله – ولا تسمع إلا ما أحله الله ولا تتكلم الا بما أمره الله .

تخيلوا هذا الشاب العفيف الذى لم يرضى ان يأكل تمرة حرام وهذه الشابة المصونة الجوارح أنجبوا أبو حنيفة النعمانى العالم الذى ملء طباق الأرض علماً

وللأسف الشديد نجد فى أيامنا هذه أن الأخ أو الأخوات الذكور يحرمون البنات من الميراث فهم بذلك يأكلون حرام فى حرام وخاصة اذا كان الأب ثريا ، وترك مصانع وشركات واراضى زراعية بالأفدنة ، فان الأموال مع مرور الزمن تزيد وتزيد ونجدهم يتصدقون ، ويحجون العام بعد العام ، وعمرة كل أسبوع ونسوا أن هذا لم يغنى عنهم شيئا ، والبنت المظلومة تسهر الليل تدعو الله عليهم وهم نيام لا يحسون بشئ والله تعالى لا ينام (( لا يغفل ولا ينام ))

ثانيا : كذلك المرتشى ، والحرامى عليهم أن يقلعوا عن هذا لأنهم لو صبروا ولم يمدوا أيديهم الى الحرام لجاءهم هذا المال بالحلال .

لان رزق الله لا ينال إلا بطاعته مصداقا لقول رسول الله عليه وسلم ان روح القدس نفث فى روعى انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها واجلها ، فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق ان تطلبوه بمعاصى الله ، فان الله لا يدرك ما عنده الا بطاعته “

( الحمد الله رب العالمين )

اترك تعليقاً