حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم (إتقى المحارم)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الحي القيوم الذي لاتأخذه سنته ولا نوم ، القائم علي كل نفس بما كسبت , وما من دآبة إلا هو أخذ بناصيتها , وأشهد أن لا اله الا الله شهادة تنفعنا في دنيانا وتنفعنا بعد الموت بالراحة فى سكرات الموت,  وتنفعنا بعد الموت بخير ونعيم الجنة وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلوات الله وسلامه وتحياته وبركاته عليه ….

أما بعد ،،،

فهناك حديث فيه ملاحظة يجب أن نأخذ بالنا منها وسوف نري العجب العجاب من كلام سيد الأحباب صلي الله عليه وسلم ، الحديث يقول” (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وأرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)هذا الحديث قاله النبي صلي الله عليه وسلم في خطبة وكان إذا قال حديثا كرره ثلاث مرات ( ماقل ودل ) .

1-( اتق المحارم “) جاب العلة ” تكن أعبد الناس ” كل مسلم مستقيم لايرتكب المعاصي والنواهي عنده وقت لتقوى الله , وبالعكس كل مسلم منغمس في المعاصي غرقان فيها ليس عنده وقت لطاعة الله .

أبتعد أيها الشاب عن المعاصي يفتح الله لك باب الطاعة . تجد واحد يزني ويسرق ويرابي ويلعب قمار ويشتم ويسب ومع هذه المعاصي يقول: أنا بتقي الله . كيف ؟ يبقي كذاب .

لن توفق أنت أيها الشاب لعمل الصالحات .

إذا كنت منغمس في معصية الله مصداقا لقوله سبحانه وتعالي في سورة مريم الآية 59

(“فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)”

بمعني : جآء من بعد هؤلآء الأتقياء قوم أشقياء أهملوا الصلاة فتركوها فكانوا بذلك كافرين , ثم سلكوا الشهوات وانغمسوا في الذنوب والآثام والمعاصي ، فشربوا الخمور وشهدوا الزور وأكلوا الحرام ولهوا ولعبوا وزنوا وفجروا (فسوف يلقون غيا)

قال ابن عباس رضي الله عنها : غي واد فى جهنم وأن أودية جهنم لتستعيذ من حره أعد الله تعالي ذلك الوادي للزاني المصر علي الزنى ولشارب الخمر المدمن عليه ، ولآكل الربا الذي لايتوب عنه ، ولأهل العقوق ، وشاهد الزور ، ولإمرأة أدخلت علي زوجها ولدا ليس منه .

أولا :أتق المحارم تكن أعبد الناس كلنا محتاجين نفهم هذا الحديث ونحس به ونعمل به

ثانيا : ( ارضي بما قسمة الله لك تكن أغنى الناس ) إذا نظرت إلي الخلق لاتجد اثنين مثل بعض في كل شئ منذ الخليقة مصداقا لقوله تعالي في سورة الزخرف الآية 32

“( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً“)

بمعني : الله سبحانه وتعالي قسم بين البشر طعامهم وشرابهم وكساهم وسكنهم في الدنيا . الله بحكمته جعل هذا غنيا وهذا فقيرا وفاوت بينهم في الأموال والأرزاق وفاضل بينهم .

(أرض بما قسمه الله لك) ولاتحسد غيرك علي ما أعطاه الله . أنت غلبان وهو عنده أطنان من المال ولكنه عنده مشكلات نفسيه وقلبية وأنت لاتأخذ بالك .

ثالثا : وأحسن إلي جارك تكن مسلما.

الإحسان الي الجار ، والله تعالي يقول في سورة النساء 36

(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا )

والجار ذي القربي : هو الجار القريب وله ثلاثة حقوق 1 حق الإسلام

 2- حق الجوار 3- حق القرابة .

الجار الجنب : الجار البعيد له حقان حق الإسلام وحق الجوار – والجار الكافر : له حق واحد وهو حق الجوار .

رابعا : (” حب للناس ماتحبه لنفسك تكن مؤمناً) 

حب الخير للناس يجعلك مؤمن , حب الخير يتعلق بالقلب من الداخل.

خامسا : (” لاتكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )

وثبت أن الرسول كان يضحك ويبكي ولاتسمع له صوت فكان يضحك تبسما ( النبي تبسم صلوا عليه)  الضحك الكثير يجعد الوجه ، ويجعلك تكبر قبل الأوان .

 

( والحمد لله رب العالمين )

اترك تعليقاً