حديث (لا تصاحب إلا مؤمناً)

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال:  (لا تُصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي).  رواه أبوداود في كتاب الأدب.

فمصاحبة الأخيار لا تأتي إلا بالخير ، إن كل إناء ينضح بما فيه ، لذا أمر النبى – صلى الله عليه وسلم – المؤمن أن يصاحب مؤمناً مثله ، وحذر من صحبة الأشرار ، لئلا يصيبه ما أصابهم ، مصداقاً لقوله تعالى في سورة الأنفال الأية (25):

(وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب).

احذروا بطش الله وانتقامه إن عصيتم أمره واحذروا فتنة إن نزلت بكم لم تقتصر على الظالم بل تعم الجميع ، وتصل إلى الصالح والطالح ، لأن الظالم يهلك بظلمه وعصيانه وغير الظالم يهلك لعدم منعه وسكوته عليه.

وقد قال – جل شأنه – في سورة هود الآة (113):

(وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُون).

لا تميلوا إلى الظلمة من الولاة وغيرهم من الفسقة الفجرة ، فتمسكم نار جهنم – وقال البيضاوى:  الركون هو الميل اليسير – بمعنى لا تميلوا إليهم أدنى ميل فتمسكم النار بركونكم إليهم.

وقوله – صلى الله عليه وسلم:

(لا تصاحب إلا مؤمناً) فقد أمره أن يحصر صحبته في المؤمنين ، ويبعد عن صحبة الأشرار.

وصحبة الأشرار لا تليق بالمؤمن ، لأنه عنصر طيب ، ومعدن طاهر ، يحمل بين جنبيه قلباً سليماً ، خالياً من كل مايُعكرُ صفو الإيمان ، وكيف يقع التوافق بينهما ، وهما مختلفان في المزاج والروح والخلق.

والمؤمن – كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم:

(آلف مألوف ولا خير فيمن لا يؤلف ولا يألف)

وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

(الأرواح جنود مُجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها إختلف)

                        ( والحمد لله رب العالمين)

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً