فضل الله على زوار المساجد

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

أما بعد،،

          إذا الإنسان دخل لبيت من بيوت الله ، صلى ، لا يوجد شئ في بيت الله ، لا يوجد شئ من مظاهر الإكرام المادي – بعكس تدخل بيت ، هناك جلسة مريحة على مقعد وسيع ، قد يكون جسده حاراً يفتح له المروحة ، يأتيه كأس شاي ، فنجان قهوة ، فواكة ، أحياناً غداء ، بينما ببيت الله لا يوجد فيه شئ.

(1)هناك إكرام حال وإكرام أفعال.

إكرام الحال؟  (1) يخرج الإنسان مرتاحاً ، (2) يخرج متوازياً ، (3) يخرج من المسجد مطمئناً  (4) واثقاً موعوداً بالجنة ، (5) يخرج من المسجد يشعر أن الله معه ، وهو في رعايته ، وفي ظله.

وإحياناً يأتي الإكرام أفعالاً – الله عز وجل يقدر على يديه الخير.

أنواع الإكرام:

(1)حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح مصداقاً لقوله تعالي في سورة الانعام الآية (132):

          (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا (132))

(1)     فإذا الله عز وجل قدر على يديك عملاً صالحاً كثيراً فهذا إكرام تناله من الله عز وجل.

(2)     وأحياناً يأتي الإكرام أخلاقاً مصداقاً لقوله لنبيه (وإنك لعلي خُلُق عظيم).

(3)     الله يعطيك حلماً (وكاد الحليمُ أن يكون نبياً). والحلمُ سيد الأخلاق

(4)     يُعطيك حكمة.           (5)  يُعطيك حسن تصرف ،            (6)  يُعطيك كلاماً سديداً.

(7)     يُعطيك فعلاً رشيداً.    (8)  وهبك الله عز وجل ولداً صالحاً (لئن شكرتم لأزيدنكم).

وهذا المزيد قد يكون معجلاً ، وقد يكون مؤجلاً ، قد تأتي الدنيا مجتمعة وقد تأتي متأخرة.

          إذا كان إخلاصك عال جداً يأتي الإكرام سريعاً ، وقد يكون في الدنيا وقد يكون في الآخرة.

          يمكن إنسان فى الدنيا لحكمة أرادها الله أ، يكون إكرامه في الآخرة.

أنواع الشكر ثلاث:

(1)     إذا قلت:  الله عز وجل أكرمني بالصحة باللسان.

(2)     وإذا امتلأ قلبك إمتناناً بالشكر بالقلب.

(3)     إن ترد على النعمة بعمل صالح بالجوارح فهذا أعلى أنواع الشكر.

          مصداقاً لقوله تعالى في سورة سبأ الآية (13):

          (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13))

بمعنى:  على ماذا يشكرون؟  النبوة – الزبور – تسخير الجبال والطير والإله الجديد ، وتعليمه صنع الدروع إلى ذلك ، وكان يصنع الدرع في بعض يوم يساوي ألف درهم فيأكل ويتصدق.

قال أحد الحكماء:  الصلاة شكر ، الصيام شكر ، وكل خير تعمله لله عز وجل شكر ، وأفضل الشكر الحمد.

          كان داوود عليه السلام قد جزأ على أهله وولده ونسائه الصلاة ، فكان لا تأتي عليهم ساعة من الليل والنهار إلا وإنسان من آل داوود قائم يصلي.  وقد أخرج ابن ماجه في سننه الحديث الذى رواه جابر – رضي الله عنه – قال ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (قالت أم سليمان بن داوود لسليمان:  يابني لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تترك الرجل فقيراً يوم القيامة).

          الله عز وجل قال لآل داوود اعملوا الصالحات شكراً لله تعالى على هذا الإفضال والإنعام أي أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا ربكم في أمره ونهيه يكن ذلك منكم شكراً لله على نعمه. “وقليلُ من عبادي الشكُورُ”.

          هو إخبار بواقع وصدق الله العظيم ، الشاكرون لله على نعمه قليل وفي كل زمان ومكان ، وذلك لإستيلاء الغفلة على القلوب من جهة ولجهل الناس بربهم وإنعامه من جهة أخرى.

          فظاهر القرآن والسنة أن الشكر بعمل الأبدان دون الإقتصار على عمل اللسان.

 

((والحمدلله رب العالمين))

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً