قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها بدعة

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،

          فهناك كثير من الأحاديث عن النصف من شعبان لم يصح منهم حديث مثل القائل: (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله يتجلى بغروب الشمس إلى طلوع الفجر يقول هل من مسترزق فأرزقه وهل من مبتلى فعافيه) من رواية بن أبى سمرة وكان رجل يضع ويؤلف الحديث (حديث موضوع) كما قال الذهبى – وقال النسائى: حديث مطروق.

          وقال أحمد:  هذا حديث ليس بشئ – ما بلغك عن نصف شعبان فهو مكذوب لا قيمة له.

          وعلى الجملة فكل الأحاديث الواردة فى ليلة النصف من شعبان دائر بين الوضع والضعف – قال أبوبكر بن العربى:  (ليس فى ليلة النصف من شعبان حديث يُأخذ به لا فى فضلها ولا فى نسخ الآجال فيها – فلا تلتفتوا إليه)  فى أحكام القرآن لابن العربى.

          وقال بعض العلماء:  ليس فى ليلة النصف من شعبان حديث يساوى سماعة.

          على أننا لا ننكر استحباب إحيائها بالطاعة كغيرها من باقى الليالى على الوجه المشروع بلا أرتكاب محذور.

          لأن قيام الليل مستحب فى جميع ليالى السنة وهذه بعض الليالى التى كان يصلى فيها ويحيها النبى – صلى الله عليه وسلم ، وإنما المنكر تخصيص بعض الليالى بصلاة مخصوصة على صفة مخصوصة.

          مثل هى 14 ركعة يقرأ فى كل ركعة الفاتحة مرة والإخلاص 25 مرة.

          أما بالنسبة لصيام نهار يوم النصف من شعبان هناك أناس يحرصون على صيام يوم النصف من شعبان – ونشير عليهم بدل من هذه البدعة عليهم أن يصوموا 13 ، 14 ، 15 (الأيام البيض) وصى بها النبى – صلى الله عليه وسلم – ليس من أجل شعبان وحده وإنما فى كل الشهور – اليوم عند الله بعشر فكأنك صومت الشهر كله.

          وعليك صوم يوم الإثنين ففيه ولد النبى – صلى الله عليه وسلم – ونزل القرآن فيه وتُضم بجانب الاثنين والخميس الذى تعرض فيه الأعمال على الله والإكثار من الصوم فى شعبان مطلوب.

          قال النبى – صلى الله عليه وسلم:  (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه).

المعنى:  إذا كانت عادة عندك أن تصوم 13 ، 14 ، 15 وكذلك الاثنين والخميس – فعليك أن تصوم فهى عادة وعبادة ، أما هناك عادة من الناس فى ليلة النصف من شعبان يدعون بدعاء ياذا المنى – وقراءة سورة يس – وهناك كُتيبات تُطبع – وروايات غير صادقة.

          هناك حديث يبين لنا لو دخل علينا رمضان وهذه الأخلاق فينا ، يا ويلنا من الله.  فلا صوم نافع – ولا صلاة نافعة ولا قيام نافع (إن الله يستغفر ليلة النصف من شعبان للمستغفرين ويرحم المسترحمين إلا عشرة:

(1)المشرك ، (2) المشاحن ، (3) الشارب ، (4) القاطع ، (5) العاق ، (6) القاتل ، (7)المسبل ، (8) الساحر ، (9) الكاهن ، (10) الزانى.)

          هذه الرواية فيها كلام وفيها ضعف.

          هؤلاء العشرة لا تعمهم رحمة الله ولا يأتى لهم الغفران فى ليلة النصف من شعبان ولا فى أى يوم – هم محرومين من خيرات الله فى مواسم الخير.

(1)المشـرك:  معروف (مثل مشركى مكة يعبدون مع الله اللات والعزة ومناة) ، (2)الشاحن:  الذى يعكر دائماً صفو الناس – بتاع الشحناء والبغضاء.   (3) الشارب: الذى يشرب المخدرات والمسكرات ، (4) العاق:  الذى يعق والداه ، (5) قاطع الأرحام:  رحم الأم ورحم الأب ، (6) القاتل:  قتل النفس بدون حق ، (7) المسبل:  الذى يطول ملابسه ويتمشى يتبختر فيها – الرجال يطولوا والنسآء تقصر الملابس انتكاساً لأوامر الله، (8) الساحر:  الذى يكتب أوراق على أن يضر الناس – (ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ….)  سورة البقرة الآية (102).

          وهذا يدل على أن تعليم السحر كفر – والعمل به كفر – والشياطين قسمان: شياطين الإنس وشياطين من الجن ، (9) الكاهن:  الذى يدعى أنه يعرف الغيب ويعرف الطالع ويقرأ البخت – ويقول لك فلان عمل لك عمل فى تربة مهجورة – ويكتب أسماء غريبة ويقول:  هى أسمآء الله ، ولكنها أسمآء جن وأسماء أصنام.

          ولقد قال النبى – صلى الله عليه وسلم:  (من أتى عرافاً (كاهناً) وسأله عن شئ لم يقبل له صلاة 40 يوماً وإن سأله وصدقه فقد كفر بما أنُزل على محمد).

          (10) الزانى:  اليوم الزنى ملئ الشوارع والبيوت ، النسآء تمشى عرايا ، تقرأ الجرائد تجد الصور العارية – يعلنوا عن الراقصات.

          فيما تنظر زنى ، فيما تسمع أغانى زنى ، فيما تقرأ زنى ، أعوذ بالله من غضب الله.

          هذه الأشياء العشرة يحرموا الإنسان من الغفران وهذا يجب التنيه عليه.

          قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (يأتى زمان على أُمتى يحبون خمس وينسون خمس:

(1)            يحبون الدنيا وينسون الآخرة.

(2)            يحبون المال وينسون الحساب.

(3)            يحبون المخلوقون وينسون الخالق.

(4)            يحبون القصور وينسون القبور.

(5)            يحبون المعصية وينسون التوبة.

فإن كان الأمر كذلك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء والموت الفُجاء وجور الحكام).

          صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيما أخبر – فإننا نجد كل هذا فى أيامنا هذه ، نجد البلاء والغلاء والموت الفُجاء وجور الحكام.

 

(  والحمدلله رب العالمين  )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً