(العربية) كيف نحب النبي عليه الصلاة والسلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

أما بعد ،،،

          فمحبة النبي هي محبة الله سبحانه وتعالي ، ومحبة الله هي محبة النبي بل إن محبة النبي ومحبة الله تعالي شئ واحد – الدليل قوله تعالي في سورة التوبة الآية (62):

          (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) 

          ضمير الغائب يُرضوه – (المفروض الله ورسوله أحق أن يرضوهما).

بمعنى:  إرضاء الله سبحانه وتعالي هو عين إرضاء النبي – صلى الله عليه وسلم – وإرضاء النبي الكريم هو عينُ إرضاء الله تعالي.

كيف نحب النبي عليه الصلاة والسلام؟

          محبة النبي تقتضي أن يكون عندك شئ من بضاعته ، بضاعة النبي الخلق الحسن، فإذا كنت على شئ من الخلق العظيم ، فلابد من أن تحب هذا النبي الكريم.

          وإذا ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – تنهمر دموعك ويقشعر جلدك ويضطرب فؤادك ، لا ترى في الحياة شيئاً أعلى ولا أثمن من أن تكون معه ، لذلك هذا العبد الذى رأه النبي يبكي ، فقال له:  لم تبكي؟ قال: إني كلما تذكرت مقامك في الجنة إزددت بكاءً ، أين أنا وأين وأنت فنزل قوله تعالى في سورة النسآء الآية (69):

(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)

          فمحبة النبي لها طريق:  أعرف الله أولاً ، واستقم على أمره ، ثانياً أقبل على الله ، ثالثاً تشتق الكمال منه ، رابعاً عندئذ أنت مؤهل كي تحب النبي – صلى الله عليه وسلم ، ومحبته عمل عفوي ، لا تحس إلا والدموع تنهمر إذا ذكر النبي الكريم.

          يتوهم الناس أنك إذا قلت:  اللهم صل وسلم على النبي ومسحت وجهك ، والله هذا الأمر ما أراد الله عز وجل أن تفعله بهذا الشكل المادي الصوري ، فإذا صليت على النبي اتصلت نفسك به ، لابد من أن تعرفه ، وأن تعرف كمالاته ، وشمائله ، ورحمته وعدله ، وحكمته ، ومحبته ، وحرصه ، وشكره ، وصبره ، وجهاده ، لابد أن تعرفه حتى تشتاق نفسك إليه.

          (فالشقي من ذُكرت عنده ، ولم يصل علي).

من طبق سُنة النبي فلن يعذبه الله

          قال الله تعالي في سورة التوبة          33  الآية:

          (وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم).

          مادامت محبتك في قلوبهم ما كان الله ليعذبهم ، مادامت سُنتك مُطبقة فيهم ، ما كان الله ليعذبهم ، مادامت أوامرك ونواهيك في أفعالهم ما كان الله ليعذبهم ، أكثر من ثلاثمائة حديث شريف متعلقة بالبيع والشراء وأكثر التجار يخالفونها ، إذاً هم في قلق شديد ، قال عليه الصلاة والسلام: (إن أطيب الكسب كسب التجار ، الذين إذا حدثوا لم يكذبوا).  أين هذا التاجر الصادق الذى لا يكذب؟  ربما كذب عليك في نوع البضاعة أو في منشئها ، أو في صلاحيتها ، أو في مستواها ، أو في سعرها ، أو في كميتها ، أو في موعد تسليمها.

          قال:  (إن أطيب الكسب كسب التجار ، الذين إذا حدثوا لم يكذبوا ، وإذا وعدوا لم يخلفوا ، وإذا ائتمنوا لم يخونوا ، وإذا اشتروا لم يذموا ، وإذا باعوا لم يمدحوا ، وإذا كان لهم لم يُعسروا ، وإذا كان عليهم لم يماطلوا).

          هذه هي سُنته في الشراء ، إلتزمها أيها التاجر وأشعر عندها بالأمن والطمأنينة لا

بالخوف والقلق ، لأن سُنة النبي العدنان ليست من عنده إن هي إلا وحي يوحي ، والسُنة النبوية تبيان للقرآن الكريم ، كله من عند الله تعالى حتى أن علماء الأصول قالوا:

هناك الوحي المتلو وهو (القرآن) وهناك الوحي غير المتلو وهي (سُنة النبي الكريم) .

سؤال مهم جداً:

          لماذا في أمور الدنيا تسعى ولا تنام وترتب وتخطط وفي أمور الأخرة تتركها على التمنيات؟

          هذا هو الغباء بعينه ، لماذا إذا بلغك أن هذا البيت سعره رخيص جداً وفي موقع ممتاز وأنت بحاجة إليه وتملك الثمن لماذا لا تنام تلك الليلة وتطرق باب السمسار الساعة الخامسة صباحاً.

          لماذا في أمر الدنيا تسعى ، وفي أمر الآخرة تتكل؟

          مصداقاً لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذى رواه أبوهريرة – رضي الله عنه قال:  قال النبي العدنان:  (ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن بما وقر في القلب وصدقه العمل).

          أيتها الأخوات المؤمنات: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، وأعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها ويتمنى على الله الأماني).

 

((  والحمدلله رب العالمين ))

 

اترك تعليقاً