بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،،
فهذه الدار الآخرة التى غفل عنها كثير من الناس التى سماها الله بحق الحياة مصداقاً لقوله تعالى فى سورة العنكبوت الآية (64):
(وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
الحيـــوان: الحياة الحقة الكاملة – دار الحياة الباقية التى لا تزول ولا موت فيها ، أما حياتنا فى هذه الدنيا يحيط بها الكدر ويحيط بها الغم والهم ويحيط بها الهلاك والفناء وإن صاحبتها بعض اللذات فإنما هى لذات مؤقتة لابد أن تفنى ولكن الدار التى نتحدث عنها وإليها سائرون وإلى الله فيها المرجع والمآب لذاتها لا تُفنى ونعيمها لا يزول ولا يختلط بها كدر وليس بها نغص وما عندكم ينفد وماعند الله باق.
ولقد تشاغل الناس عن هذه الدار الآخرة تشاغلاً كثيراً وبخاصة فى هذه الأيام التى برزت فيها المادة وطغت وتغلبت على كثير من القيم والروحيات حتى أصبح الناس بها مشغولين بالفانى عن الباقى.
ولقد تنبه القرآن منذ أربعة عشر قرناً من الزمان بهذا التشاغل للناس عن الآخرة فقال تعالى وصدق فى سورة الأنبياء الآية (1 : 3)
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ(1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ(2) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)(3).
ومن علم اقتراب الساعة قصر أمله وطابت نفسه بالتوبة وكل آت قريب والموت لا محالة آت وموت كل إنسان قيام ساعته والقيامة أيضاً قريبة بالإضافة إلى ما مضى من الزمان فما بقى من الدنيا أقل مما مضى.
لاهية قلوبهم: ساهية قلوبهم معرضة عن ذكر الله متشاغلة عن التأمل والتفهم.
وأول شئ ذكرناه فى هذه الدروس هو نسيان الموت.
وكان صلى الله عليه وسلم دائماً يذكر أصحابه بهذه المصيبة وهى مُصيبة نسيان الموت ويقول: (كأن الموت على غيرنا قد كُتب وكأن ما نُشيع من أموات قوم سافرون عما قريب إلينا راجعون).
معناها: كأن الموت مكتوب على غيرنا ونحن نتفرج والموت لا يأتى لنا ومطمئنين وأحوالنا تدل على أننا لا نخشى لقاء الله ولا عاملين حسابنا ليوم الحساب ، وكأن هؤلاء الموتى الذين يبلغون العشرات والمئات كأنهم ناس مسافرين وبعدين هيرجعوا مثل واحد ذهب يعمل عمرة أو حج أو واحد مسافر إلى أسوان مع أن الله أخبرنا بأن الذى مات لا يرجع إلا يوم الميعاد.
مصداقاً لقوله تعالى:
(إنهم إليهم لايرجعون).
وقال علماؤنا:
(إن كان الموت مُصيبة فإن الغفلة عن الموت أشد مصيبةً من الموت) فليس الموت نفسه مصيبة فى حد ذاته لأنه مكتوب على كل حى (كُل من عليها فان) (الرحمن 26).
الموت هذا حكم صادر من الله فى الأولين والآخرين. ومعروف أن الإنسان منذ خروجه من بطن أمه أنه لم يخلد ومع ذلك الناس فى غفلة.
مثال: وترى الواحد منهم قد يكون بينه وبين الموت ساعات معدودة بل لحظات ستموت فجأة بحادث ويقابل الله وهو فى أشد المعاصى والغفلات وهو لا يدرى مع أن الله قال
(اتقوا الله حق تُقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
ولا تموتوا إلا على الإسلام ومادمتم لا تعرفون متى يأتى الموت فاستعدوا فى كل لحظات حياتكم بالإيمان والتوحيد جددوا إيمانكم قالوا وكيف نجدد إيماننا؟
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (أكثروا من قول لا إله إلا الله). الموت كلمة من ثلاث حروف م و ت إلا أن هذه الأحرف الثلاثة هى أخطر ما يقرع سمع الإنسان وأخوف وأحذر وأدهى وأمر ما يسمعه الإنسان تلك الحروف الثلاثة لأن الموت معناه الإعدام من الوجود نقل الإنسان من دار إلى دار – تحول الإنسان من دار يعمل فيها على كيفه بإنطلاق إلى دار أخرى فيها حساب وفيها جزاء وسؤال انقطع العمل وبقى الحساب
القراءة فى الكتب الآخرة:
فى كتب وآيات وأحاديث تذكر بالآخرة وتذكر بالموت والقبر ومنها حديث: (ما من يوم يمر إلا والقبر ينادى أنا بيت الدود – أنا بيت الغربة – أنا بيت الوحدة –
أنا بيت التراب – أنا بيت الضيق ، إلا على من وسعنى الله عليه).
عندما نسمع هذا فلا نظلم مخلوقاً ولا نعصى خالقاً.
ورضى الله عن عثمان بن عفان إذا زار المقابر يبكى حتى تبتل لحيته مع إنه كان يذكر الجنة والنار فوق المنبر فلا يبكى ولكنه عند حضوره فى المقابر يبكى فسألوه لما تبكى يا خليفة رسول الله هنا؟ فيقول: سمعت النبى – صلى الله عليه وسلم يقول: (إن القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن كان سهلاً كان ما بعده أيسر وإن كان صعباً كان ما بعده أصعب).
وجوب التوبة:
التوبة من كل إنحراف – من كل معصية – من كل سيئة – ومن كل ذنب ومخالفة وما منا من أحد ينجو أو نجى من هذه النقائص مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم
(كل ابن آدم خطاء وخير الخطآئين التوابون).
التوبة مهمة فما فائدة ذكر الدار الآخرة من غير توبة ، إن التوبة هى الدابة التى سوف تركبها إلى الله سالم معاف فى دار الغربة لتلقى الله على بصيرة ونور فأحذر أخى المسلم أن تغفل عن الإستغفار الدائم والتوبة المستمرة.
واجعل التوبة والإستغفار كأنها الدواء الملازم لك مثل واحد عنده مرض الربو تصحب معها زجاجة الاستنشاق فإذا جآءته الأزمة يستخرج الزجاجة ويستنشق منها الأكسجين أو واحد عنده القلب فلازم له أن يضع برشامة تحت اللسان فجعل التوبة هى البرشام الملازم الدائم معك كلما غفل قلبك عن الله ولو للحظات محدودة فعد إلى الله وأستغفر الله ووتوب إلى الله ، والله على إستعداد كامل بالليل والنهارأن يقبل توبة من تاب حتى لو ملأت ذنوبه ما بين السمآء والأرض حتى لو جئت بقراب الأرض خطايا ولكنك ندمت وتحسرت وتأسفت وتبت ورجعت فإن الله يقبلُ التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلمُ ما تفعلون.
الـــــروح:
وكيف تخرج الروح وكيف تعود الروح إلى جسدها وهو تُغسل وتُكفن ويُصلى عليها وتشيع إلى مكانها الأخير وكيف تنادى الروح المشيعين فيها أقاربها وأولادها وتقول: (يا أهلى ويا أقاربى ويا أولادى يا من سكنوا ديارنا ولبسوا ثيابنا واقتسموا أموالنا لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بنا ، جمعنا المال من حله ومن حرامه ثم تركناه لكم فالمالُ لكم والحساب علينا فاحذروا مثل ما حل بنا).
ســــــؤال
ربما يتشكك بعض الشاكين فى مثل هذا الكلام ويقول نمشى وراء الميت نُشيعه فأين هذه الروح؟
ونحن نرد عليها ونقول:
إن الكون مملوء بالعجائب فأنت لا ترى إلا القليل ولا تسمع إلا الأقل فلا تجعل عدم سماعك وعدم رؤيتك حجة على عدم وجود الشئ فالمكروب والجرثومة التى تجيب تسبب الحُمة والسرطان أو السُل فى الجسم إذا أرادت أن تراها بعينيك ما أستطاعت – ولا يستطيعوا أن يروا الفيروس إلا تحت الميكروسكوب الذى يُكبر الشئ ألف مرة لكى يعرفوا الجرثومة وتحركتها فهى موجودة ولكن العين العادية لا ترى ولا الأُذن تسمع.
وكذلك الملائكة ليل نهار لهم دوى بالتسبيح فى السموات وما بينهما ، ثم ينزلوا الأرض ويشاركُننا فى الدروس ويكتبوا أسماء الحاضرين والذاكرين والمصلين وينزلوا مرتين فى اليوم مرة فى الفجر ومرة فى العصر وأنت جالسة لا ترى شيئاً وهذا هو حديث الصادق المصدق الأمين …..
إذا أخبرك الإسلام بأن الروح تنزل بعد العرض وتصاحب جسمها عند الغسل وعند التكفين وعند التشيع وعند النزول فى القبر صحت الأحاديث لماذا؟
بأن الميت وهو فى القبر
يسمع قرع نعال المشيعين إذا انصرفوا عنه مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: هذا كلام خاتم النبيين (وإنه ليسمع قرع نعالهم إذا ولوا عنه مدبرين).
وهذه أوحش ساعة على الميت لأنه يعلم أنه سينفرد بربه وينفرد الله به فلا زوجة ولا عيال ولا أهل ولا مال ولا أعمام ولا أجداد ولا أخوال ولا أولاد ما هو إلا رب العباد.
مصداقاً لقوله تعالى:
(وكُلُهم آتيه يوم القيامة فرداً).
الورثة سواء كان الله هديهم أو معفرتهم يقسموا التركة ونسوا أن يدعوا للميت بالرحمة. فلابد أن تأخذ زادك من الآن وأن تجعل الدار الآخرة هى هدفك
إن الله عوضُ عن كل مصيبة وخلفاً عن كل حادث وعليه فتوكلوا فإن المصاب من حُرم الثواب وليس المصاب من فقد الأحباب.
ما هى أسباب نعيم القبر؟
أن تقرأ كل ليلة سورة الملك فهى من أسباب النجاة من عذاب القبر لو كان هناك وقت الواقعة والسجدة – يس والدخان وهذا علاوة عن جزء القرآن الذى تقرأه كل يوم.
فإن سورة تبارك تشفع لك حتى تدخلك الجنة ويقول النبى – صلى الله عليه وسلم: (وددوت أن تكون فى صدر كل مسلم) ، ومن ضمن أسباب النجاة كل عمل صالح تعمله لابد أن يسهم فى تحقيق نعيمك ودفع العذاب عنك.
مصداقاً لقوله تعالى:
(وما تُقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً).
(وينجي اللهُ الذين اتقوا بمفازتهم).
وسبق أن قلنا فى أسباب النجاة حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (رأيتُ رجلاً من أمتى احتوشته ملائكة العذاب فى القبر فجآءته صلاته فأنقذته من أيديهم).
(2) فجاءته ذكر الله فأنقذته من أيديهم.
(3) فجاءته صلة الرحم فأنقذته من أيديهم.
(4) صيام رمضان وصيام النوافل 13 ، 14 ، 15 – الإثنين والخمي
(5) الحج والعمر
(6) بر الوالدين. (7) موت العيال (الأفراط) والصبر عليهم.
(8) والرسول يقول: (رأيتُ رجلاً من أُمتى هو على شفا النار فجآءته دمعته التى بكاها من خشية الله فأبعدته عن شفير النار).
(9) واحد دخل فعلاً فى النار فجأءته صلاته على النبى فأنقذته من النار.
(10) واحد كلما أراد أن يدخل من أبواب الجنة غُلقت فى وجه فجآءته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ففتحت له كل الأبواب.
وهذه أمثلة فقط فهى أحاديث تدل على كل خيريعمله المؤمن فى دنياه فى أى ناحية من نواحى الخير مساعدة الجار – إكرام الضيف – تسبيح – تكبير – تهليل – قراءة قرآن – عبادة – توحيد معاملة – أخلاق – إغاثة الملهوف – صدقة – صلاة على خير الأنام.
كل ذلك يدخره الله لك وساعة الجد فى القبر يأتيك ما قدمت حتى جآء فى الحديث: (إذا دفن ابن آدم جآءته الملائكة من قبل رأسه لتعذبه فتأتيه الصلاة فتقول إليكم عنه ملائكة الله إنه كان يصلى وقد أمرنى ربى أن أدفع عنه ودافع وتجئ ملائكة العذاب عند وسطه يأتى صيام رمضان يقول: إليكم عنه إنه كان يجوع ويعطش جوع بطنه وعطش كبده صائماً لله فقد أمرنى ربى أن أدفع عنه وأدافع وتجئ ملائكة العذاب من قبل رجليه فيأتى حجة والعمرة يدافع عنه ، وتجئ ملائكة العذاب من قبل يديه فتأتى صدقته تدافع عنه ، ويأتى القرآن العظيم ويلف حوله كله ولايستطيع ملائكة العذاب أن تنال منه.)
هل حقاً نُسأل فى القبر؟
يقول منكر ونكير للميت: من ربك وما دينك ومن نبيك؟
لا تحسبوا الأمر سهلاً كما يبدوا ويقول الله تعالى فى سورة إبراهيم الآية (27):
(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ).
فإذا أخذت معك فى القبر الإيمان بالله فأنت الذى يثبتك الله عند السؤال ولو كنت فلاح أُمى لا تقرأ ولا تكتب ويلهمك الجواب السليم – وإذا كان الواحد بدون إيمان والله لو كان شيخ الإسلام ويحمل أعلى المؤهلات والدرجات العليا لازم يتوهك (ويضل الله الظالمين).
فإذا نطقت بالإجابة الصحيحة يقول الله تعالى:
(صدق عبدى وافرشوا له القبر حريراً وافتحوا له باب على الجنة وهات له من روحها وريحانها)
النوع الآخر:
كان ربه هو القرش فى الدنيا ، عندما يُسأل لايدرى فتقول له الملائكة (لا دريت ولا تليت) على الشك عشت وعلى الشك مت وعلى الشك لقيت الله فيضرب بمضرب من حديد يصرخ منه صرخة يسمعه كل خلق الله إلا الإنس والجن
فى القبر الملائكة تشمُ اليد وتشمُ الرجل وتشمُ الفرج ، لأن كل عضو يعمل معصية يكسبهُ اللهُ لون ورائحة خاصة يعلمها الملائكة ونحن الآن فى الدنيا لا نعرف شئ نرى واحد عامل كل المعاصى ويمشى أمام الناس يقولوا له أهلا سعادة البية.
وكل من اكتسب بعضو من أعضاء جسمه طاعة منحه الله هالة طيبة تتناسب مع الطاعة والعكس المعصية تجيب لون آخر – الملائكة عرفين الألوان كلها. مصداقاً لقوله تعالى :
(يوميذ تُعرضُون لا تخفى منكم خافية).
الروح المجرمة: ترى أضعاف أضعاف ما يرى النائم من الأحلام المزعجة.
الروح المؤمنة: ترى فى قبرها من نعيم الله وتدرك روحها من اللذة والسرور أضعاف أضعاف ما ترى أنت من حلم لذيذ.
ثم يأمر الله سبحانه وتعالى فى النفخ فى الصور.
ملاحظـــة: الإنسان لا يصح له أن يطلب الموت لمصيبة وقع فيها وهناك ناس لما يزهق من الدنيا يقول يارب خدنى وهذا لا يصح.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(لا يتمنن أحدكم الموت) واجه الواقع بالصبر والإحتمال فإن المصائب مُكفرات للذنوب ورافعات للدرجات ومطهرات للعيوب فإن كان زهقان جداً والعلة اشتدت يقول:
(اللهم أحينى إذا كانت الحياة خيراً لى وامتنى إذا كان الموتُ خير لى).
ثم يأمر الله سبحانه وتعالى فى النفخ فى الصور.
ثم يأتى البعث والنشور والحشر – الحساب – الصراط – الميزان – الشفاعة.
البعث والنشر:
فإن أمور يوم القيامة تبدء بيوم البعث وهى القيامة العامة يجمع الله فيها الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الواقعة الآية (49،50):
(قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ(49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ)(50).
الحشـــر:
(وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً) سورة الكهف الآية (47).
(يوم نحشرُ المتقين إلى الرحمن وفداً ونسوق المجرمين إلى جنهم ورداً) مريم.
الصــــراط:
هو جسر على متن جهنم أحد من السيف وأدق من الشعر يأمرك الله أن تمشى على شعرة كحد السيف وجهنم تحت ولا يوجد شئ تستند إليه – الرب عز وجل يجى على المؤمن يقول له: قول باسم الله وغمض وفعلا يقول باسم الله يجعلها كالطير على الصراط ما يشعر إلا وهو واضع قدمه على أول درجة إلى الجنة.
نحن نطلب من الله سبحانه الصراط المستقيم فى الدنيا من أجل أن يحضر لنا صراط مستقيم فى الآخرة وعريض.
المـــــيزان:
نحن نؤمن بالميزان والذى يكذب بأن فيه وزن أو أن فيه ميزان كافر – وكلمة الوزن وردت فى القرآن الكريم وكذلك كلمة الميزان.
مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الأعراف الآية (8):
(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وقوله تعالى فى سورة الكهف الآية (105):
(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا).
وكما قال عمر بن الخطاب – رضى الله عنه:
(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزينوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم).
الشفاعة:
مصداقاً لقوله تعالى فى سورة البقرة الآية (255):
(مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ).
وفى سورة المدثر الآية (42:48):
(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ(42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ(43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ(44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ(45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ(46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ(47) فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)(48).
كل ذلك كتبناه بالتفصيل فى ثلاثة عشر درساً من دروس الدار الآخرة.
فأرجو إذا عرفتم منى البعث والحشر والحساب وما بعد الحساب أن تعلما وتتيقنوا أننى فقط أُذكر بالنصوص – النصوص اليقينية فى كتاب الله وفى سنة حبيبه – صلى الله عليه وسلم ، وإنما حقيقة ما يجرى يوم القيامة فلا يعلمُ الحقيقة إلا الحق جل عُلاه ولما نروح أنا وأنتم نبقى نرى كل شئ – (ربنا أبصرنا وسمعنا).
الله سبحانه وتعالى يقول:
أما يوم القيامة تركبتكم كلها سوف أُغيرها لكي تصلُحوا لرؤية وسماع والتمتع بما عندى مما أدخرته لكم مما لا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
يارب كيف تنشئنا؟ يقول الله تعالى فى سورة الواقعة الآية (61 ، 62):
(وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ(61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ)(62).
ننشئكم فى البعث على غير صوركم فى الدنيا فيجمل المؤمن ببياض وجهه ويُقبح الكافر بسواد وجهه – نحن خلقناكم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ولو تكونوا شيئاً (وعجباً كل العجب للمكذب بالنشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى) ، كما جاء فى الخبر ننشئكم فى عالم لا تعلمون وفى مكان لا تعلمون.
الذى يخلق الأولى يخلق الثانية ولكن الخلق الثانى له نظام تانى من المعدة ، والنشأة الأولى خلق آدم ، لما نحن فى الدنيا نأكل ونشرب وبعد أربع ساعات الهضم يخلص يتحول إلى الأمعاء والجهاز الهضمى يأتى عليه الدم يشتغل ويوزع وبعد كده ندخل الحمام للفضلات – وفيه عرق وفيه دموع من العين وفيه مخاط من الأنف وفيه دماء فى العروق يارب الجنة فيها كده؟ قال: رشحهم رشح المسك – نظام تانى وتركيب تانى ليس هناك فتحة شرج ولا قبل؟؟ ولا حيض ولا نفاس ولا استحاضة ولا مغض ولا نغص ولا غم ولا إلتهاب رئوى ولا حمى ولا سل (لا يمسُهم فيها نصبُ) التعب.
( والحمدلله رب العالمين )
(حتى إذا تركك الخلان وهجرك الأخوان وجآءك الديدان كان معك الرحيم الرحمن).
أنا بي