ماذا حدث بعد غزوة بدر

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

          فلما أنتهت غزوة بدر على خير.

          أرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مبشريان للمدينة (1) لأهل العالية على الجبل أرسل عبدالله بن رواحه – وأرسل زيد بن حارثة إلى أهل السافلة.  ذهب زيد على ناقة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقال نصرنا الله يوم بدر فقابل اليهود زيد وقالوا: محمد مات في المعركة.  وقال زيد في السوق قتلنا أبوجهل – أُمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربية والوليد بن عتبة.+   

          كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد المعركة كان عنده واحد اسمه أبو رافع مولى رسول الله – عبد عند الرسول ثم أعتقه الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكانت صناعته يعمل الأحجار الطواحين – وكان قاعد في حجرة بجانب زمزم ، وكان أبولهب يوم غزوة بدر مريض وقد أرسل واحد بدلاً منه للحرب لماذا؟  حتى لا تُعيره قريش – ولا يُعاتب من الجماعة الكفرة.

          أول مرسال جآء من المعركة وكان أبولهب جالس مع أبو رافع ، قال أبولهب: ماوراءك من الأخبار.   قال الرجل:  قُتل فلان وفلان – قال صفوان بن أُمية: هذا مجنون قولوا له أين صفوان بن أُمية هل قتل في المعركة؟

          فقال الرجل: هو جالس معكم ، فعرفوا أن الرجل ليس بمجنون.

          أبولهب يصفق على يده ويقول قُتل سبعون وأُسر سبعون.  قال الرجل: والله لا ألوم قريش – قالوا:  لماذا؟   قال الرجل: لقينا أُناس وقد سلمنا لهم أكتافنا يقتلون منا ما شآء ويأمرون منا ما يشآءوا بمجرد ما رأينا وجههم قد أصابنا الشلل.

          ثم قال:  ورأينا رجال يلبسون عمائم بيضاء على خيل بين السمآء والأرض لا يثبت أمامهم أحد (هم الملائكة) سبحان من نصر أهل الإيمان على أهل الكفر والعصيان.

          ومن الذين أُسروا في المعركة (غزوة بدر).

أبوالعاصى بن الربيع:

          وهو زوج زينب بنت محمد – صلى الله عليه وسلم – وكان كافر وزينب مسلمة – ذهب كبار رجال قريش إليه وقالوا له:  (طلق زينب لكي ترجع إلى أبيها لكي تُشغله كما فعلنا مع عتبة وعُتيبه ورقية وأم كلثوم).

          وكان رد أبوالعاصى: أنا أُحب زينب ولا أرى منها ولا من أبيها إلا الخير والذى يكلمني سوف أنطق بالشهادتين.

          لما وجده مصراً على حب زينب تركوه – وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم: يمدح أخلاق أبو العاصى.  أمه هاله بنت خويلد – وخديجة أم زينب تحب ابن أختها وهي التى أشارت إلى النبى بزواجه من زينب وقالت له:  إنه ذات أخلاق كريمة.

          بقيت زينب على إسلامها وظل أبو العاصى على دين الكفر حتى بعد الهجرة – لما جآءت غزوة بدر كان أبو العاصى من الأسرى بعد المعركة:  الرسول – صلى الله عليه وسلم – ينتظر أن أقارب أبو العاصى يفتدوه ولكن زينب هى التى أرسلت قلادة ذهبية لكي تفتدي زوجها.  وإن هذه القلادة لها ذكرى مهمة في حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم لماذا؟  لأنها ملك خديجة – ويوم فرح زينب قدمت خديجة هذه القلادة لأبنتها – فلما نظر الرسول تألم ألم شديد وقال:

          (أيها الصحابة إذا أردتُ أن تُطلقوا لها أسيرها ، ففعلوا) ، فقالوا:  إن هذه القلادة خاصة بخديجة – وخديجة لها أيادى بيضاء للإسلام والله يقول:  (إما مناً وإما فداء حتى تضع الحرب ….) فكانوا يمنون على بعض الأسرى بدون فداء.

          قال النبى لأبى العاصى:  (نتركك ولكن بشرط أن ترسل إلينا زينب) ، وفعلاً عندما وصل إلى مكة ركبها الجمل بالنهار لكي تذهب إلى أبيها في المدينة – وكان الناسُ في مكة في حزن شديد على قتلاهم.  فجآء رجل من الكفار فأفزع الجمل – فجرى بها فوقعت زينب – رضى الله عنها – وكانت حامل فنزفت وأسقطت.

          جآء أبوسفيان وقال لأبى العاصى:  بعد كم يوم طلعها بالليل ، أبوالعاصى يحبها ولكن الإسلام فرق بينهما.

          وهو راجع من الشام بالتجارة – ماراً في طريق المدينة وجدته كتيبة من كتائب المسلمين – أخذوا كل الجمال بما عليها وهرب أبوالعاصى.

          إنما عز على أبوالعاصى أن يرجع لأهل مكة بدون القافلة – فجآء المدينة بالليل وسأل بعض الأطفال أين أجد زينب – فما شعرت زينب إلا وهو داخل عليها.  وحكى لها كيف أخذوا منه التجارة – وهو لا يريد أن يُتهم أنه ضيع التجارة.

          زينب – رضى الله عنها – في صلاة الفجر – وبعد الصلاة برزت من النسآء وقالت: أنا زينب بنت رسول الله ، وقد أجرت أبوالعاصى بن الربيع – فالرسول – صلى الله عليه وسلم قال:  (أيها الناس هل سمعتم ما سمعت فوالذى نفسي بيده ما سمعته قبل أن تسمعوه) أنا لا أعلم أن أبا العاصى هنا – وقال لزينب: (لا تدعيه يخلص إليك) لا تقربى منه.

          فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم:  (يا أيها الناس قد عرفتم منزلة أبى الربيع مني وقد أخذتم ماله ، فإذا أردتم أن تُرضوني فأعيدوا إليه تجارته) فأعادوا إليه كل شئ فما تركوا شئ – (وكان التأثر قد بلغ مداه في نقس أبوالعاصى) – وذهب إلى مكة وقال: خذوا تجارتكم – هل بقيت لكم شئ؟

          قالوا: طول عمرك يا أبا العاصى وفي – قال:  (أعلموا أني أشهدُ أن لا إله الله وأن محمداً رسول الله).  والله ما منعني أن أسلم وأنا في المدينة حتى لا تقولوا أنى طمعت في تجارتكم ثم هاجر إلى المدينة وعاش مع زينب – رضي الله عنها.

من الذين أسروا في غزوة بدر:

سهيل بن عمرو:  كان يؤذي النبى – صلى الله عليه وسلم – بشعره وأمهات المؤمنين ويخوض في الأعراض – وكان يكذب على الله وعلى رسوله – فلما أسروه في غزوة بدر – فرح عمربن الخطاب فرحاً شديداً وقال:  أُريد أن أشفي غيظي من سُهيل بن عمرو – أتركه لي يارسول الله.  فقال النبي – صلى الله عليه وسلم:  (ماذا تفعل معه؟).

          قال عمر:  أنزع ثنيته – أقلع لسانه – أكسر له أسنانه – وأنزع لسانه حتى لا يعرف أن يخطب.

          فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: (أنا لا أُحب أن يُمثل به خوفاً من الله أن يُمثل بي وإن كنتُ نبياً). شوفوا الأخلاق.

          ياعمر:  ألم تعلم أن من مثل بحيوان فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين – لا يُقبل منه لا فرض ولا نفل (أن يكوى الحيوان أو يمثل به فيكف بإنسان؟).

          قال عمر:  يارسول الله ..  أما علمت ما قال عنك وعن أزواجك؟

          قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (أعلم هذا ، ولكن ياعمر لعله يقف مقاماً تحمدهُ فيه ولا تذمه).

          وكان رسول الله بهذا الكلام ينظر بعين الغيب – أسلم سهيل بن عمرو – وبدل شعره الذى كان يذم فيه الإسلام والمسلمين – وجعل يخطب خُطب رنانة يمدح فيها الإسلام ويمدح فيها القرآن.

          فكان عمر يقول:  ماذا كنت أفعل إذا كسرت له ثنياه واقتلعت لسانه.

ومن ملاحظات غزوة بدر (عُمير بن وهب الجُمحى).

          وكان له ولد في الأسر من غزوة بدر ، عُمير كان جالس مع صفوان بن أُمية يعدد على الذين قتلوا في بدر ، كل الأعيان ماتوا – فقال عُمير:  أنا ابنى أسير عند المسلمين. فقال صفوان بن أُمية:  إبنك حي وسوف يُفتدى – أما الذين ماتوا ، فقال عُمير: (لولا الأطفال الصغار وديون علي لكنتُ ذهبت إلى محمد في المدينة وقتلته).

          انتهز صفوان الفرصة فقال له:  هات أي ناس عندك في مكة يشهدوا أن ديونك سوف أُوفيها – وعيالك في ذمتي أصرف عليهم – وألتزم صفوان – وذهب عُمير بخنجر له ناحيتين وذهب إلى المدينة ومنها إلى مسجد رسول الله فرأه سيدنا عمر قال:  (هذا الشيطان قد أقبل) ، ومسكه سيدنا عمر من رقبته وخنقه وقال له: لماذا جئت ياعدو الله؟ قال عُمير:  من أجل ابني.

          الرسول قال له:  أجلس ياعُمير – فسيدنا عمر من شدة غيظه قال لبعض الشبان خذوا بالكم من أي حركة يفعلها لا تتركوه لحظة أنا لا ءامن له.

          فقال النبى – صلى الله عليه وسلم:  لماذا جئت؟  فقال عُمير لطلب الأسير الذى عندك.  قال النبى: (لا – أنت وصفوان أبن أُمية – وتعاهدتم وتحمل هو عنك الديون ومصاريف العيال لكي تقتلني – والله حال بيني وبينك).

          قال عُمير:  هذه بيني وبين صفوان ولم يدري بها مخلوق ..

فقال عُمير:  الآن تيقنت أنك رسول الله – أشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.  فقال النبى – صلى الله عليه وسلم:  (أسلم أخوكم ، فأطلقوا له ولده بدون مقابل وعلموه القرآن – فهموه أحكامه).

          وبعد مدة قصيرة قال له يارسول الله:  أرجو أن أُكفر عن ذنوبي ، فلا أبقى مجلساً جلست فيه في الكفر إلا جلست فيه بعد الإيمان – وهم يعلمون أن عندي قوة هل تأذن لي. قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (وأنا أعلم صدق نيتك).  فكان إسلامُه عن يقين وعن عقيدة.

رابعاً:  العباس عم النبى – صلى الله عليه وسلم – كان من أسر بدر:

          قال له النبى – صلى الله عليه وسلم – أفدى نفسك ياعماه بـ 8 آلف دينار ، قال له العباس:  إن عمك فقير.

فقال النبى – صلى الله عليه وسلم:  (لقد أعطيت زوجتك البلاليص المملوءة بالذهب وقلت لها إذا لم أرجع فإن عندك مال يكفيك ويكفي أولادك وأحفادك).

خامساً:  أُمية بن خلف من قتلى بدر:

          وكان سيدنا بلال بن أبي رباح ، ولما هدا الله قلب بلال للإسلام – عذبه أُمية بن خلف عذاباً لم يعذب به أحداً من العالمين – وكان يخرج به إلى الصحراء في عز الصيف ويضعه على الرمل الحار المسمى الرمضاء يباشر جلده الأرض – ويأتي بالصخرة العظيمة ويضعها فوق صدره حتى لا يتحرك ويقول له:  سوف تظل في هذا العذاب حتى تكفر بمحمد ودين محمد.

          فما كان جواب بلال أحدُ أحد يكررها ولا يتضجر ولا يتألم ، ولا يظهر ضعفاً أمام هذا الكافر – وهون عليه توحيد الله ما صُب عليه من الآلام – أوهن عليه الإيمان مرارة الآلام.

          عند رأي أبوبكر هذا اللون البشع من تعذيب المؤمنين – فقال أبوبكر:  ياأُمية بن خلف بعلي عبدك هذا؟  قال أُمية: أنتم الذين أفسدتم علينا عبيدنا – وآتيتم لهم بدين جديد وأصبحوا يتمرضوا علينا ويعلنوا العصيان.

          فقال أبوبكر:  إذا كنا أفسدناهم فنحنُ على إستعداد أن نأخذ منك ما أفسدنا – قال أُمية:  خذوه بثمن كلب.  فقال أبوبكر:  لو بعته لي بوزنه ذهباً لقبلت ، فإن كان عندك رخيصاً فهو عند الله غالي – فشتراه أبوبكر ، وصار ملكاً لأبي بكر وفرح بلال ، وسار في حوزة رجل مسلم ، بل هو على رأس المسلمين.

          وصار بلال حراً كريماً ليس له عبيديه لأحد إلا الله.  وكان عمر يحفظ الجميل هذا لأبي بكر ويقول:  أبوبكر سيدنا وأعتق سيدنا.

          ومدح الله الصديق أبابكر في هذا العمل – كم أشترى من العبيد لكي يخلصهم من العذاب ، ولم يقتصر شراؤه على بلال ولكن كان قبله الكثيرين ومن بعده الكثيرين ولم يشترى هؤلاء العبيد من أجل أن يكثر العدد من الخدم والحشم لا كان يشتريهم ثم يعتقهم لوجه الله لا من أجل الرياء والسمعة ولا الشهرة – ولهذا مدح الله أبي بكر في سورة الليل وأخبر أن النار يتجنبها – أبوبكر (ويتجنبُها الأتقى).

          وهذه شهادة من القرآن بأن أبابكر أتقى رجلاً في الأمة بعد نبيها محمد – صلى الله عليه وسلم – ثم وصفه بقوله:  (الذى يُؤتي مالهُ يتزكى).

بمعنى:  يدفع ماله لكي يطهر النفس من داء البخل والشح والذنوب والأثم ، لأن الذى يطهر النفس الصدقة – الزكاة – العطف على المساكين.

هل كان الصديق يدفع هذه الأموال من أجل الشهرة والرياء ومن أجل الممدحة؟

          شهد الله له بالبراءة من هذا فقال:  (وما لأحد عندهُ من نعمة تُجزى) لا يوجد لأحد على أبي بكر منه أو جميل أو معروف.

            لماذا ينفق هذه الأموال على العبيد؟

          يقول الله تعالى رد على ذلك:  (إلا إبتغاء وجه ربه الأعلى).

ما جزاء الصديق عندك يارب؟  (ولسوف يرضى)

بمعنى:  عندما يأتي أبوبكر عندى سوف أعطيه من (1) النعيم ، (2) والأجر ، (3)والرضوان الأكبر فى الجنة دار السلام حتى تشبع ويرضى.

          ومن عجب العجاب أن الله قال للنبى – صلى الله عليه وسلم – في سورة الضخى الى بعد سورة الليل:  (ولسوف يُعطيك ربُك فترضى).

          الآية في سورة الضحى في حق النبى محمد – صلى الله عليه وسلم – والصديق في سورة الليل قبل الضحى (1) ونعمة الرفقة في الدنيا ونعمة الرفقة في الجنة ، (2) وهو أول من يشرب من يد النبى – صلى الله عليه وسلم – من حوضه الكريم (ماء الكوثر) ، (3) وأبوبكر على رأس من يدخلون الجنة بغير حساب – وهذه مقدمة تبين حال سيدنا بلال قبل أن يُعتق.

          وقبل أن يرزقه الله بالصديق أن يشتريه كان يعذب عذاباً أليماً من المجرم أُمية بن خلف – ودارت الأيام ودار الزمن ، وربك لا يضل ولا ينسى – ودائماً ربُك بالمرصاد – قد ينسى – ورب العزة لا ينسى – الله قد يمهل ولكن أبداً لا يهمل.

          جآءت الهجرة ، وجآءت غزوة بدر وكان أُمية بن خلف من الذين خرجوا لقتال النبى – صلى الله عليه وسلم – وكان معه ابنه على – ولكن كان واحد صحابي آخر اسمه (عبدالرحمن بن عوف) عندما كان في مكة قبل الهجرة كان صديقاً لأُمية بن خلف هذا – وبقاء كل منهما على دينه ، ولكن هناك صداقة يحن لبعض – ويسلف بعض – وكان أُمية لا يؤذى عبدالرحمن ولا يسب له دينه للصداقة التى كانت بينهم.

          وفى غزوة بدر فعلت السيوف ما فعلت – سيدنا عبدالرحمن بن عوف قد رزقه الله من أرض المعركة – بعدد من الدروع 5/6 تساوي 7 آلاف دينار – فمر على أُمية بن خلف فوجده خائف من القتل أو الأسر – فلما رأه أُمية قال له:  إترك هذه الدروع التى معك وألحقني لأن المسلمين سوف يقتلونني – فرمى عبدالرحمن الدروع ومسك أُمية بيد وإبنه على بيد.

          وسار بأُمية وابنه أربعة أمتار – بلال بن رباح لمح أُمية بن خلف وقال:  لا نجوت إن نجى ياأنصار الإسلام أُمية الذى عذبني فقال عبدالرحمن:  أنا أسرته هو وأبنه – بلال: لا نجوت إن نجى نوشُهُ بالسيوف وقطعُهُ قطعاً هو وإبنه على.

المنظر الآخر:

          عبدالله بن مسعود الذى قطع رأس الطاغية فرعون الأمة أبوجهل – معاذ بن عمرو بن الجمُوح – ومعوذ بن عفراء هما اللذان ضرباه وكان فيه الروح والذى أجهز عليه وقطع رأسه هو عبدالله بن مسعود لماذا؟

          لأن أبوجهل ضرب ابن مسعود في مكة قبل الهجرة وقطع أذنه والرواية تقول: نزل جبريل على رسول الله وابن مسعود يتساقط من أذنه الدم بعد أن قرأ ابن مسعود سورة الرحمن حول الكعبة فقام له أبوجهل وضربه – وإذا بجبريل عند النبى – صلى الله عليه وسلم يضحك ، فالرسول عز عليه أن جبريل فقال له:  ياجبريل أتضحك وابن أم عبدالله يبكي؟  لماذا لا تُواسينا.  فقال جبريل عليه السلام:

          (ستعلم غداً لماذا أنا أضحك الآن)  ابن مسعود هذا هو الذى قطع رأس أبوجهل وقطع أذنيه وجآء بهم إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم:  (أُذن بأُذن والرأس زيادة).

          الإنسان ساعات يستعجل – المطلوب مني أن أعمل ما هو الواجب علي أما ظهور النتيجة فهو مردود لله.

بمعني:  أن أعمل ولكن الثمرة والنتيجة فهي عند الله – وقد يؤخرها الله سبحانه لمصلحة لا نعلمها – وقد يعجلها الله ، علي أن أسعى وما علي إدراك النجاح.

          ما من أحد من الصحابة أُذى في الله في العهد المكي إلا أنتقم الله له وشفى الله غيظه وأراح صدره – في يوم بدر أو ما بعدها من الأيام.

وأخــــيراً:

          أن أبا سفيان أقسم أن لا يغسل رأسه ولا يدهنها طيباً إلا بعد أن ينتقم من محمد وأصحابه – فجآء ومعه بعض جنود الكفر وقطعُوا في النخل – فطلع له الرسول – صلى الله عليه وسلم ومعه 200 من الصحابة ثم ألقى الله في قلب أبوسفيان الرعب وكان معهم السويق فهربوا ورموا السويق لكي يتخففوا من الحمل – فوجد الصحابة السويق وسميت هذه الغزوة بالسويق لماذا سميت بهذا الأسم؟؟

          لأن أبا سفيان والذين معه كانوا يحملون زاداً لهم فلما فروا ألقوا بالسويق على الأرض – لكي ينجوا من محمد وأصحابه وأهل بدر قد غفر الله لهم مهما فعلوا …                               (الحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً