مرض الغفلة

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

أما بعد ،،،

فمن أهم وأخطر الأمراض التى تصيب النفس ، والتى يمكن أن تكون سبب هلاك الإنسان مرض قد لا ننتبه إليه:  مرض الغفلة.

معنى الغفلة:

(1)أن يغفل الإنسان عما سيأتي إليه.

(2)أن يغفل الإنسان عن يوم الحساب.

(3)أن يغفل الإنسان عن ساعة نزول القبر.

(4)أن يغفل الإنسان عن ساعة يقف فيها بين يدي الله عزوجل.

          فأكبر نعمة إذا كان الإنسان في صحوة لا يفاجأ به ، مستعد له.

          ما من أحد على وجه الأرض ينكر الموت ، لكن الناس يتفاوتون في الإستعداد له ، الصاحي يستعد له ، أما الغافل فلا يستعد ، ولذلك أخبرنا الله عزوجل في سورة الأنبياء (1):

          (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)

          دنا وقرب وقت حسابهم على أعمالهم خيرها وشرها ، ومن علم إقتراب الساعة قصر أمله ، وطابت نفسه بالتوبة ، ولم يركن إلى الدنيا ، والموت لا محالة آت ، وموت كل إنسان قيام ساعته وهم مستغرقون في الشهوات ، غافلون عن اليوم الرهيب ، لا يعملون للآخرة ولا يستعدون لهما.

          طبعاً من لوازم الغفلة الإعراض ، من لوازم الصحوة الإقبال.

          ما الذى يعجل الإنسان يغفل؟

          أن تستهلكه الدنيا.  يجب عليه أن يقتطع من وقته يتأمل فيه.

مثال1:  النبي عليه الصلاة والسلام كان يختلي في غار حراء الليالي ذوات العدد.

          نحن ينبغي أن نخلو مع الله كل يوم جزءاً من الساعة ، بعد صلاة الفجر بعيداً عن متاعب الحياة ، عن هموم العيش ، بعيداً عن هموم الرزق ، عن هموم الزوج والأولاد ، عن تزويج البنات – عن تزويج الذكور – عن تأمين البيوت ، عن دفع النفقات ، بعيداً عن وفاء الديون ، بعيداً عن معالجة الأمراض ، كل هذه الهموم المتراكمة دعها في ساعة من النهار ، وتأمل فيما تكون إليه ، فيما بعد الموت ، ماذا تفعل بعد الموت؟

          لذلك أخطر مرض أن يكون الإنسان غافلاً ، إذا غفل عن ربه أعرض عنه.

مثال1:   مرة سألوا طالباً نجح وكان الأول على القطر..  ما أسباب هذا التفوق؟   أجاب إجابة لاتزال عالقة في ذهني سنوات طويلة:

          قال:  لأن ساعة الإمتحان لم تغادر مخيلتي ولا لحظة في العام.

          وأنتم تعلمون الدراسة من شهر سبتمبر إلى آخر شهر يونيه والإمتحان بذهنه ، بدأ يستعد له.

          إذا أردنا السعادة يجب علينا أن نعرف أين نحن من كتاب الله.

          ربنا عزوجل قال في سورة الأنبياء الآية (10):

          (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)

          هل أنت من هؤلاء؟

بمعنى:     اللام للقسم أي والله لقد أنزلنا إليكم يا معشر العرب كتاباً عظيماً مجيداً لا يماثله كتاب فيه شرفكم وعزكم لأنه بلغتكم ، والكتاب شرف لنبينا – عليه الصلاة والسلام ، لأنه معجز له ، وهو شرف لنا إن عملنا بما فيه.

          أفلا تعقلون  هذه النعمة فتؤمنون بما جاءكم به محمد عليه السلام؟

          وأنت تقرأ القرآن ، حدد أين أنت من هذا الوصف؟

          هل أنت مع المؤمنين كما جاء بسورة البقرة الآية (3):

          (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)

          هل أنت مع السابقين؟  “والسابقون السابقون”

          هل أنت مع المقصرين؟

          هل أنت مع الذين خلطوا أعمالاً صالحاً وآخر سيئاً؟

          هل أنت مع المنافقين؟

          هل أنت مع العصاة؟

          أين أنا من هذا القرآن؟  أين ذكرى في هذا القرآن؟

الآية:  “إن الله يدافع عن الذين آمنوا”.

          الله عز وجل لا يدافع مباشرة ، لكن إذا أحب المؤمن يسخر له من يدافع عنه ، ولا يوجد مؤمن صادق مع الله إلا وهذه الآية يتمثلها – تجد شخصاً من أين وجد فجأة وأنبرى في الدفاع عنك في غيبتك وأنت لا تدري؟

          فإذا رأيت مثل هذه الحالات ، فهذا دفاع الله عنك لا دفاع فلان عنك.

 

((والحمدلله رب العالمين))

اترك تعليقاً