(من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه..)

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،،

          فهناك حديث رواه أبوهريرة – رضي الله عنه – قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).

          فمن ضمن رواة الحديث الذى نحن بصدده شخص اسمه شريح وكان يشتغل قاضي – علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – ذهب إليه مع واحد يهودي كان قد سرق سيف – سيدنا علي لقى السيف مع اليهودي قال له:  هذا سيفي.  قال اليهودي:  أنا أشتريته من السوق.  رفع الأمر إلى القاضي.

          قال شريح:  إجلس يا أبا الحسن – سيدنا علي زعل جداً ووجهه أحمر – فقال شُريح لعلي لماذا أنت غضبت؟  قال علي:  (1) أنت ناديت اليهودي بإسمه – وأنا بالكنية (يا أبا الحسن) مجدتني ولم تهتم باليهودي.  قال شُريح:  أنا أعتذر ده غلطة مني.  اليهودي سامع الحوار فقال:  علي مسلم – والقاضي مسلم والبلد مسلمة وقبل نظر القضية يوبخ علي القاضي.  هذا هو الدين الذى ينبغي أن يسير عليه الناس.

قال اليهودي:  يا شُريح أنا أعترف أن هذا السيف خاص بعلي وأنا سرقته منه فعلاً.  ولكن قبل هذا وبعد هذا فأنا أشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله – وأسلم خير إسلام – فتهلل وجه سيدنا علي وقال:

          (أنا تبرعت لك بالسيف لكي تجاهد به مع المسلمين كما تشآء).

          ومن ضمن رواة هذا الحديث شُريح هذا (من أحب لقآء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقآء الله – كره الله لقآءه).

          فشُريح ذهب إلى أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – وقال لها:  (إن أبا هريرة قال لنا حديث إن كان هذا الحديث صحيح – كُلنا هلكنا – (من أحب لقآء الله … ).

          قال عائشة: نعم هذا حديث صحيح عن النبى – صلى الله عليه وسلم.  قال شُريح: كُلنا نكره الموت..

          ومادام نحن نكره الموت وبالتالي نكره لقآء الله.  قالت عائشة – رضي الله عنها: ما هكذا يفهم الحديث؟.  الفهم الصحيح كما قالت عائشة:  إذا شخص البصر وتحشرج الصدر وقشعر الجلد فساعتها يحدث هذا (عند الإحتضار).  المؤمن في هذه الساعة يريه الله أعماله الطيبة ويريه الجنة وهو بيموت ، وبذلك يحبُ لقآء الله لأنه رأى النعيم ، ويكون في حالة من الفرح والسرور.

          والكافر بالعكس ساعة ما يأتي له الموت ويرى العذاب والغلب الذى حضر الله له – يكره لقآء الله.

          وهناك رواية تقول وهذا كلام السيدة عائشة – رضي الله عنها:

          (المؤمن قبل أن يموت بسنة كاملة ينصب الله له ملك يوفقه ويسدده لصالح الأعمال حتى يموت على خير موته).

          وعندما يموت يرى ما أعده الله له من (1) الثواب ، (2) والنعيم ، (3) والرحمة ، (4) والبركة ، (5) والجنة ، التى أمامه فيقول بسرعة يا ملك الموت ، أنا أُريد أن أقابل الله من أجل هذه النعيم.

          الكافر أو المنافق حتى ولو كان مسلم ولكن ظاهره غير باطنه قبل أن يموت بسنة يرسل الله له شيطاناً يغويه ويضله ويبعده عن طريق الحق – ويتوه عن الخير – فيمشي في طريق الهلس حتى إذا كان طيب زمان ينقلب حتى يموت شر موته ..  يموت على ألعن حالة – فساعة ما يأتي الموت له ويرى ما أعده الله له من العذاب كما قال الله تعالى:

          (إنا لدينا أنكالاً وجحيماً وطعاماً ذى غُصة وعذاباً أليماً) سورة المزمل الآية (12،13).

          لأن لقآء الله يبقى عذاب له هو – فيكره الله لقاءه ..

          نحن نكره الموت ، ليس هذا هو المقصود به الحديث – (من أحب لقآء الله).

بمعنى:  الذى أتى له الملك ويبشره بالخير وأشتاق لقآء الله من أجل الجنة – هو هذا الذى يحب الله لقآءه – سواء أكان يحب الموت أم يكره.

كلنا نكره الموت لماذا؟

          لأننا كلنا غلطانيين ، ونقول يارب أعطينا فرصة – وأريد أن أصلح الدوسيه معك – أنت الرب وأنا العبد – أنت الجليل وأنا الذليل …

          ساعة لما الإنسان يموت فيه حاجة إسمها إحتضار ، وكما قال النبى – صلى الله عليه وسلم:  (لا يموت أحدكم حتى يرى مقعده في الجنة أو النار).

          ولذلك نجد الذى يموت أحياناً ملجم لا يتكلم لماذا؟

          ربنا عطل لسانه هو شايف مقعده في الجنة رأى العين وفرحان وأحياناً يبتسم من الخير الذى رآه – الذى مثل هذا يحب لقآء الله والله يحبُ لقآءه.

          وإذا رأى إنسان نار أو عذاب بيكره لقآء الله ، فيكره الله لقآءه.

          سيدنا علي – كرم الله وجهه – قال لأبنه الحسن:  (يا بني أذكر الموت دائماً حتى لا يفاجأك فيبهرك).

بمعنى:  خلي الموت أمامك حتى وأنت في الدنيا تأكل وتشرب مع عيالك أو مع الناس ولكن النهاية والختام يكون أمامك لا يحصل مفاجأة تقول:  (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلين) ، (مرحباً بمن طالت بغيبته عني).

          (من أحب لقآء الله – أحب الله لقآءه – ومن كره لقآء الله – كره الله لقآءه).

          قالت السيدة عائشة – رضي الله عنها: 

          (أرسل الله له ملكاً قبل أن يموت بعام يوفقه ويسدده ليلقى الله على خير حال).

          يحكي لي أستاذي – رحمه الله – جآء واحد درسين فقط وكان قبل هذا في الهلس والهكس – سأله:  ما الذى أتى بك؟.  قال الشاب:  الله شرح صدري.  أنت بتصلي؟.  قال: لا ، ولكن من أول ما حضرت الدرس الأول وأنا بصلي.  قال الشيخ:  هذه هداية من الله عض عليها بالنواخذ.

          ولم يقل له الشيخ أنه سوف يموت بعد سنة.

مثال آخر:  هناك ناس تايهين – يسأل عن واحد كان دائماً يأتي إلى درس العلم ثم أنقطع عنها فيسأل الشيخ عنه فيقولون ربنا يتوب علينا – مرة واحدة ترك الصلاة وجحد الله – هذا سوف يموت بعد سنة ويموت شر موتة – (قبل أن تموت بسنة يرسل الله لها شيطاناً ، الناس لو عرفوا الأجل – ربنا احتفظ به ..  النهاية يعلمها الله – هناك الآن شباب بتموت وليس الكبير كما كنا نعلم).

 

((  والحمدلله رب العالمين  ))

 

 

 

 

اترك تعليقاً