نسب محمد صلي الله عليه وسلم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين ، جاعل الظلمات والنور ، وصل الله علي سيدنا محمد ،             

 الذي أنقذ الله به البشر من الضلالة إلي صراط مستقيم وعلي آله  وصحبه          

 وسلم .

 و

أما بعد :

 

فالرسول صلي الله عليه وسلم نسبه الشريف الثابت ثبوتاً قطعياً أن وروي له عشرون جداً – 

عبد الله أبوه إلى عدنان جده ورقمه العشرين .

وروي لنا مسلم بسنده الصحيح أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (” إن الله اصطفي من ولد 

إبراهيم إسماعيل ، واصطفي من ولد إسماعيل بني كنانه ، ثم اصطفي من بني كنانه قريشاً ،

ثم اصطفى من قريشاً بني هاشم ثم اصطفاني من بني هاشم )

 

وهذا الحديث الصحيح يثبت أن رسول الله هو خلاصة الخلاصة وصفوة الصفوة النسب بين 

 إبراهيم عله السلام ورسولنا محمد يقترب من ستين جدا ونحن سوف نقتصر علي بعض نسبه 

وأخترنا أن يكون من أول قصي وهو يسمي مجمع قريش .

محمد بن عبد  الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي (الجد الرابع) ويكفينا عن 

كل جد كلمة ثم نتحرر إلي حضرة الرسول لكي يكون لنا في سيرته نور ينور لنا الطريق .

الجد الرابع : قُصَي : مجمع قريش :

وهو الرجل الوحيد الذي أعطاه الله القوة والمال والشرف ، وكانت هذه المناصب في يد واحد

اسمه عمرو بن لحي الخزاعي – الذي جلب لهم الأصنام من الشام – فأحضر عمرو عينات 

من الأوثان من الحجر والأصنام من الخشب أو ذهب أو فضة علي صورة إنسان” إلي مكة . 

فقال بعض أهل مكة : نحن تبع ملة إبراهيم .

(” ناس من سلالة إبراهيم عليه السلام حافظوا علي العهد القديم يسموا الحنفاء”) .

فقال لهم : نحن لانترك ربنا ولكن ربنا غضبان ” نحن نزني ونشرب الخمر والأصنام هذه تكون 

مسائط طيبة بيننا وبين الله ” وهذا هو السبب الذي جعل قصي يقف أمام عمرو بن لحي حتي 

أخرجه من مكة وكان بينهم قتال مرير، استعان قصي برجال من قريش وبني كنانة حتى أخرجوهم 

من مكة .

فلما فرغ الجو وخلا بقصي فعل أشياء كثيرة لقريش منها :

1-جمع هذه المناصب كلها في يده ( الرفادة والسقاية والحجابة ……)

2-بني أمام باب الحرم دار الندوة أو المنتدي ” كما يقول الفلاحون الدوار أو النادي بلغتنا 

الجميلة ، ودار الندوة كانت كل أمور قريش تعقد فيها سواء كانت زواج أو ميت حتي أن                   

البنت لما تبلغ تلبس الدرع ويحجبوها عن الإختلاط وعن رؤية الناس لها ، الحرب تعلن في

هذة الندوة ، والقافلة التجارية إذا جآءت من الخارج تدخل هذه الدار أولاً وكذلك عندما تخرج

 من مكة .

وقصي كان من ضمن صفاته الكرم الزائد عن جده ، وكان يسمي مطعم الطير كان يطعم 

الحجيج والطعام الباقي منهم يضعه علي رءوس الجبال لكي تأكل الطير .

ثم مات قصي جآء ابنه عبد مناف وهو أكبر أولاده .

الجد الثالث : عبد مناف : الذي اقتصر عليه النبي صلي الله عليه وسلم حينما أمره الله 

أن ينذر عشيرته – مصداقاً لقوله تعالي في سورة الشعراء 214 ” ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ )  

لم يجمع الرسول من قبائل العرب إلا هذه القبيلة (قبيلة عبد مناف) ولم يتخلف عنهم لا رجل 

ولا امرأة ولا شاب ولا فتاة  ، فلما جمعهم قال : (” إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي)

الأقربين وأنتم الأقربون لي وإن لا أملك لكم حظ من الله في الدنيا ولا في الآخرة الإ إذا قلتم 

لا إله الإ الله فقولوها يابني عبد مناف كلمة واحدة تدين لكم العرب ، وتملكون بها العجم ، 

وتعزون بها دنياكم ويرضي الله عنكم في أخراكم )” .

أول واحد رد عليه وسبه (شتمه) هو عمه أبو لهب حيث قال له ” تباً لك سائر اليوم ” معناها : 

الله يقطعك ، الله إله واحد ، فأين 360 صنم وكما سجل الله تعالي ذلك في كتابه في سورة

ص الآية 6:5

(أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ  5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا

على آلهتكم إن هذا لَشَيْءٌ يُرَادُ“) كلمة تحذر .

بمعنى إنما يريد محمد بما يقول الإ نقياد له ليعلوا علينا فاحذروا أن تطيعوه .

الجد الثالث : هاشم :هاشم كان اسمه عمرو

واسم هاشم هذا كان له لقب . من أين جآء هذا الأسم ؟؟ عندما تأتي على مكة أيام قحط

وجفاف كان يذهب إلي الشام ويأتي بخبز كثير لأهل مكة ويعمل لهم الثريد (الفتة) ويذبح لهم

الجمال – ويأكل أهل مكة شهر وشهرين علي حسابه ، لأنه قد ورث الكرم عن أبيه وجده وأيضاً

يطعم الحجيج في بيت الله – ويقول لهم :

 “( علي طعامكم وسقاؤكم ويسقيهم ماءً علي حسابه في مكة (في الحرم وعرفات والمزدلفة ومني )

وعنده ألف أو ألفين عامل يعملون له” .

 هذا هو هاشم والد عبد المطلب جد النبي – صلي الله عليه وسلم وهو الذي ضمن لهم الإيلاف . 

مصداقاً لقوله تعالى في سورة قريش (” لإيلاف قُرَيْشٍإِيلَافِهِمْ  رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِفَلْيَعْبُدُوا            

رب هذ البيت ا الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ من خوف )

 ليألفوا الخروج ولا يغار عليهم أحد.

أهل قريش اعتادوا السفر في الصيف إلي الشام ، وفي الشتاء إلي اليمن وذلك للتجارة وجلب الرزق 

إلى بلاهم التي ليست فيها زرع ولاصناعة فهاتين الرحلتين كانت من تدبير الله تعالي لماذا؟                   

لكي يعيش سكان بلده الحرام في رغد من العيش فهى من نعم الله تعالى .

 فيجب عليهم أن يعبدوا رب هذا البيت . إذاً هو الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من الخوف بما

 ألقي في قلوب العرب من احترام الحرم وسكانه وتعظيم الحرم وتعظيمهم . فتمكنوا أهل مكة من

السفر إلي خارج بلادهم والعودة وإليها في أمن وطمأنينة .

ذهب هاشم إلي هرقل (قيصر عظيم الروم ) وقال له : نحن عرب ونحن حراس الكعبة وسدنة

االبيت وجدنا إبراهيم الخليل .

قال هرقل: ماذا تريد ؟ قال هاشم : تعطيني أمان (فرمان) أن أتباعك ووكلائك لايعترضون 

لأهلي عندما يأتون للتجارة .

قال هرقل: عمرو (هاشم) وجميع قبيلة قريش تغدون وتروحون في بلادي بمنتهي الأمان ، 

ومن يتعرض لهم كأنه تعرض لهرقل شخصياً ولابد أن يحاكم بعقوبته من تعرض للملك )

رجع هاشم إلي مكة وقال لهم : اطمئنوا ولكن لابد أن تضعوا علي أجسامكم شئ من شجر

 الحرم ( وهى قلائد : نوع من شجر الحرم) ثم ذهب إلي ملك انقره (تركيا الآن ) فأعطاه 

ملك أنقرة أمان ، هذا صيفاً) 

أما في الشتاء : ذهب هاشم إلي ملك الحبشة وعمل حلف معهم وتعاقد مع ملك اليمن بأن 

قريش تبيع وتشتري من غير أن يتعرض لها أحد . ولقد ورث هاشم من جده الكرم .                          

الجد الأول للنبي هو عبد المطلب:

 كان يمتاز بالكرم كأبيه والسخاء والرياسة كان يكره الظلم ويحرم نكاح المحارم حتى قبل أن

 يجئ الإسلام . وكان صاحب الحكمة القائلة أن السارق لابد أن تقطع يده وهو الذي حرم

دفن المؤوده (وكانت فطرته سليمة)  وهو الذي أجري الله علي يده تجديد بئر زمزم . كيف 

في ليلة حلم عبد المطلب: بأن شخص يقول له احفر برة ، ومابره ؟

وفي الليلة الثانية قال له: أحفر طيبة وماطيبة؟

وفي الليلة الثالثة قال له: أحفر المضمونة وماالمضمونة؟

وفي الليلة الرابعة قال له : أحفر زمزم – تسقي الحجيج الأعظم عند نقرة الغراب الأعصم ، 

عند قرية النمل (هذه علامة بمكان الحفر) وكان عبد المطلب عنده ولد واحده اسمه الحارث 

فقط ….وقال عبد المطلب (جد النبي صلي الله عليه وسلم -لابنه لا تقول لاحد ، يجب أن 

 احفرها واجدد مجد جدي إسماعيل ، وأخذ يلف حول الكعبة وزمزم كما تعلمون هي طعام 

 وشفاء ودواء .

نظر ابنه (الحارث) فرأي غراب ينقر ووجد عش للنمل في هذا المكان كان أهل مكة واضعين

صنمين هما إساف ونائلة بجوار الكعبة . فلما حفر عبد المطلب في هذا المكان جآءته كل 

فروع قريش مع أنه هو سيدهم ورئيسهم إلا أنهم وقفوا في وجه ، وهو ليس معه إلا ابنه الحارث

 فوقف عبد المطلب ونذر نذر000اللهم يارب البيت إذا أعطتني عشرة أولاد ويبلغوا الحلم يدافعوا

 عني سوف اذبح عاشرهم لك ) مصداقا لقوله تعالي في سورة الأنعام الآية 137 “

(وَكَذَٰلِك زَيَّنَ لِكَثِيرٍمِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ ) كان في مصر زمان يزينوا العروسة (بنت في عمر

 الزهور) ويرموها في النيل لكي يزيد مآؤه ويأتي الخير – لكي يرضي النيل عنهم ، وله احتفالات 

عظيمة (ى عيد وفاء النيل) .

ولما جاء سيدنا عمرو بن العاص مصر رأي ذلك فقال ماهذا؟ لابد من أن نرمي عروسة لكي 

يتزوجها النيل فقال لهم عمرو : الإسلام ليس فيه هذه الأشياء “( لا تقتلوا أنفسكم” إن الله كان 

بكم رحيماً ) فقال لهم عمرو : لاتعملو شيئاً حتي استشير واستخير فبعث إلى عمر بن الخطاب.

فرد عليه عمر وأرسل له بطاقة صغيرة مكتوب عليها : ” بسم الله الرحمن الرحيم .  

(من عمر عبد الله أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد.

فإن كنت تجري بأمرك فليس لنا حاجه فيك  وإن كنت تجري بأمر الله فإن الله يجريك”).

وقال عمربن الخطاب  لعمرو بن العاص : أرمي هذه البطاقة في نهر النيل.

المهم أن الله سبحانه وتعالي قد استجاب لعبد المطلب ورزقه بعشر أولاد ذكور وكان آخرهم

عبد الله وكان يمتاز بالسماحة وحسن الهيئة وكان أعز ولد عند أبيه عبد المطلب .

 أخذه أبوه وذهب ليذبحه عند الكعبة، فأهل قريش قالوا له : إذا أنت فعلت ذلك سوف تكون  

سنة في قريش وكل واحد فينا يذبح ابنه . قالوا له هناك عرلفة في المدينة المنورة وهذه السيدة

عندها أخبار من الكتب السابقة نأخذ رأيها . 

أخذ عبد المطلب من كل قبيلة واحد وذهبوا إلي المدينة المنورة (يثرب) وقابلوها وشرحوا لها 

فقالت : أنتم عندكم دية القتيل كم؟

قال عبد المطلب: عشر جمال – فقالت (اضربوا القداح وإذا طلع السهم علي العشر جمال – 

قبل الله منكم العذاء، وإن طلع السهم علي عبد الطلب يكون الله لم يقبل العشر جمال) فزادوا

عشرين جمل ، يطلع السهم على عبد الله – 30 جمل ، 40 ، 50 ، 60 ، 70 ، 80 ، 90،                

100جمل جآء السهم علي الجمال وقد كررها عبد المطلب ثلاث مرات وفي كل مرة يطلع السهم

علي المائة جمل وذبحوا الجمال . ومكة كلها بقيت في أفراح لأن الله نجى عبد الله من الذبح .

عبد المطلب فرح بأبنه وقال له : مادام الله فداك ، وقبل فداءك أُزوجك آمنة بنت وهب.

لماذا فداه الله ؟ أراد الله هذا الفداء لأنه يعلم أن عبد الله سوف يخرج من صلبه نبياً كريماً ورسولاً              عظيماً ، يخرج الناس من الظلمات إلي النور .

وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما قال”:( أنا ابن الذبيحين والعواتق من قريش”) الذابحين :

هما إسماعيل وعبد الله أبيه والعواتق : أمهاتي كلهم أمهات عظيمات ماجدات.

الحديث الثاني “:

(خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلي أن ولدني أبي وأمي لم يصبني من سفاح

الجاهلية شئ )” وهذا ماقاله النبي الكريم علي نفسه.

(والحمد لله رب العالمين)

This Post Has One Comment

  1. Donetta

    If you wish for to increase your knowledge simply keep visiting this web page and be updated with the latest information posted here.

اترك تعليقاً