آداب وأحكام صلاة الجمعة

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

أما بعد،،،

          أعلموا أيها المسلمون أن يوم الجمعة يوم مبارك ، وهو خير أيام الأسبوع ، كما جاء فى الخبر عن سيد البشر – صلى الله عليه وسلم: (إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله) وصلاة الجمعة من أفضل الصلوات وهى فرض ثابت بالكتاب والسنة والإجماع ، لذا جاء التحذير من إضاعتها ومن الاشتغال بما يؤدى إلى الإخلال بها ، قال الله سبحانه وتعالى:  (يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع).سورة الجمعة  الآية 9

          وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (لينتهين أقوام عن تركهم – الجمعات ، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين) ، وصلاة الجمعة واجبة على المسلم العاقل البالغ المقيم الخلى من الأعذار القهرية المبيحة لتخلف عنها ، قال رسول اله – صلى الله عليه وسلم:  (الجمعة حق واجب على كل مسلم فى جماعة إلا أربعة:  (1) عبد مملوك ، (2) أو امرأة ، (3) أو صبى ، (4) أو مريض ، والجمعة من وسائل تكفير الذنوب ، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) ، وفى يوم الجمعة ماليس فى غيره من ساعة إجابة للدعاء (لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلى يسأل الله شيئاً إلا أعطاه) وينبغى على المسلمين العابدين السالكين المبادرة والتبكير إلى المساجد وهم فى أحسن صورة وهيئة بعد الغسل والتطيب والتجمل ، قال الله – عز وجل – (يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) وكما جاء فى الخبر (من راح فى الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه ، ومن راح فى الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ، ومن راح فى الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ، ومن راح فى الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح فى الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ، فإذا حضرت الملائكة يستمعون الذكر) وكما فى الحديث الشريف (إذا كان يوم الجمعة قصدت الملائكة على أبواب المساجد بأيديهم صحف من فضة وأقلام من ذهب يكتبون الأول فالأول على مراتبهم).

ومن الآداب المراعية عند دخول المسجد:

(1)     عدم تخطى رقاب الناس لما فيه من إيذائهم ومن أخذ حق ليس له ، فقد روى (جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ، والنبى – صلى الله عليه وسلم – يخطب فقال له النبى – صلى الله عليه وسلم: ( أجلس فقد آذيت وأنيت )– أى أبطأت وتأخرت).

(2)     الإنصات إلى الخطبة وتدبر معانيها .

(3)     وليحذر المسلم من الإشتغال عنها بكلام أو إشارة ونحوه ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغوت).

(4)     أداء صلاة الجمعة بخشوع لله – عز وجل – قال الله تعالى:  (قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون).

الفائدة من حضور صلاة الجمعة:

          إن حضور الجمع والجماعات (1)  فيه مرضاة لله – عز وجل ، (2) وهو مظهر من مظاهر وحدة المسلمين ، (3) وفيه تطبيق عملى لمسارعة والمسابقة والمنافسة فى أعمال الخير والبر ، وإن الشارع الحكيم يريد منا الاعتناء بما يصلح العمل ويكثر الأجر فلا تحرموا أنفسكم من أجر الإغتسال ، والتطيب ، والتجمل ، لا تحرموا أنفسكم من أجر التبكير ، وأداء النوافل وقراءة القرآن الكريم ، والأشتغال بالذكر والدعاء قبل خروج الإمام للخطبة ، لا تحرموا أنفسكم من أجر الانصات والتدبر والسكون فى خطبة الجمعة ، لا تحرموا أنفسكم من أجر الخشوع فى صلاة الجمعة ، لا تحملوا أوزار الإستهانة بالجمعة من الإبطاء والتأخير ، وإيذا الناس بتخطى الرقاب ، والتشويش أثناء الخطبة (كل ذلك كان سيئةعند ربك مكروها).

          كما قال الدكتور:  أحمد محمود كريمة ..

          قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (من أغتسل يوم الجمعة ومس من الطيب ولبس من صالح ثيابه ، ثم لم يتخط رقاب الناس ولم يلغ عند الموعظة كان كفارة لما بينهن، ومن تخطى رقاب الناس كانت له ظهر).

          فاتقوا الله عباد الله وعظموا شعائر الله (ذلك من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).

 

 

(  والحمدلله رب العالمين  )

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً