التهديد بحرق المصحف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي احسن تدبير الكائنات , فخلق الأرض والسماوات وأنزل المآء الفرات من المعصرات ,فأخرج به الحب والنبات, والصلاة والسلام علي محمد ذي المعجزات الباهرات, وعلي آله وأصحابه, وسلم تسليماً كثيراً .

 

أما بعد,

 

فقد اطلعتنا الصحف والإذاعات المرئية والمسموعة بما يريد أن يفعله هذا القس الحقير في بلدة صغيرة من ولاية فلوريدا بأمريكا بأنه سوف يحرق المصحف (القرآن).

ثم عدل عن عزمه, بعد ذلك حدثت ثلاث إحراقات للقرآن في بعض ولايات أمريكا. وجآءت في الصحف بالصورة. ونحن لم نحرك ساكنا. ماذا فعلنا ؟ لم نفعل شئ .

وتعالوا معي نرى ماكان يفعله السلف الصالح تجاه القرآن الكريم من حيث التقديس لكتاب الله والتعظيم له والمهابة. يحكي لنا علماؤنا رضي الله عنهم أن رجلاً استضاف ضيفاً الضيف جآء لينام الليل, فجآء حظة في حجرة فيها مصحف علي أحدى الكوة . وهذا الضيف كان له صلة خاصة بكتاب الله وليس مثلنا. وفي الفجر دق عليه الباب صاحب الدار, فوجده واقف فقال له: أنت تريد أن تصلي الفجر؟ قال الضيف: إن شاء الله

فقال صاحب الدار: إن شاء الله تكون طابت ليلتك ؟ قال الضيف: من ساعة ماتركني وأنا واقف هكذا ومعاذ الله أن أنام وأمد رجلي ومعي كتاب الله.

قال صاحب البيت: سبحان الله . والله وكأنك أنت وحدك مؤمن ونحن ليس بمؤمنين. أما اليوم فنحن معنا المصحف في السيارة والجيب والشنطة ونفعل أقبح المنكرات وكذلك أعرض كثير من الناس عن الله, فأعرض الله عنهم ولو عرف الناس القرآن وأعطوه حقه من التبجيل والإحترام والتعظيم والمهابة لوجدوا العجب ومثال ذلك:

قال القرطبي صاحب كتاب الجامع لأحكام القرآن:

” أنه هرب أمام العدو, فما لبث أن خرج في طلبي فارسان وأنا في فضاء من الأرض قاعد ليس يسترني عنهما شئ وأنا أقرأ أول سورة يس وغير ذلك من القرآن فعبرا علي ثم رجعا من حيث جآءا وأحدهم يقول للآخر:”هذا شيطاناً) ,” وأعمي الله عز وجل أبصارهم فلم يروني والحمد لله كثيراً علي ذلك ..

فيجب علينا أن تخشع قلوبنا إذا استمعنا إلي القرآن, وأن تدمع أعيننا إذا تأثرت بالمواعظ القرآنية . وعلينا أن نبعد عن الجاهلية القديمة التي كانت شائعة وذائعة قبل الإسلام وهذه الجاهلية كانت محدودة علي قدر تفكرهم الساذج, أما الجاهلية المعاصرة هي التي رجعت مرة أخري وأعادت للإسلام غربته كيوم أن بدأ.

وأصبح الناس في جاهلية مهما ادعوا التكنولوجيا,ومهما ادعوا الحضارة والمدنية. ومهما ادعوا التقدمية والعصرية فإن الجاهلية في الروحنيات والجاهلية في القيم والأخلاق وقد عادت أبشع أضعاف مضاعفة من الجاهلية التي كانت قبل الإسلام .

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم” القرآن شافع مشفع من جعله أمامه قاده إلي الجنة, ومن جعله خلفه ساقه إلي النار”

فيجب علينا العودة إلي كتاب الله.

وما أسعدنا مع كتاب الله سواء كنا تالين أو سامعين أو متدبرين أو دارسين فإنه لايقدر عظمة مناجاة الله إلا المؤمنين الصالحين والمؤمنات الصالحات.

                                                                  (والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً