غزوة أُحد وما حدث فيها.

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،

          فلقد انتهينا من العام الأول الهجرى والعام الثاني الهجرى ونحن الآن في العام الثالث الهجري.  وذكرنا من قبل مقتل كعب بن الأشرف المحرض الأول ضد الإسلام والمسلمين لعنه الله.  ثم غزوة عطفان وما جرى من فضل الله بعصمة النبى ، وكف الله يد الكافر دغثور الذى أراد أن يقتل النبى – صلى الله عليه وسلم – مصداقاً لقوله تعالى:  (والله يعصُمك من الناس).

          ثم نبدأ في غزوة أُحد التى كانت في 11 شوال من العام الثالث الهجرى – وكانت الموقعة يوم السبت – وإن كان النبى وأصحابه استعدوا لها من يوم الجمعة حين صلى الجمعة وحرضهم على القتال ووعدهم بالنصر إن هم صبروا لأمر الله.  وكان هذا التحريض من الرسول أمر من الله مصداقاً لقوله تعالى:  (ياأيها النبي حرض المؤمنين على القتال).

          فالذى ذكره أهل التاريخ أن الذى أخبر النبى – صلى الله عليه وسلم – إستعداد قريش لحربه إنتقاماً لقتلاهم في غزوة بدر هم عمه العباس – رضي الله عنه – وكان العباس موجود في مكة مع الكفرة ، وكان هو الذى يعمل عمل الجواسيس الإسلاميين.

          وأنتم كما تعلمون أن النبي له 12 عم الذين أسلموا منهم اثنين فقط (حمزة والعباس).  والعباس – رضي الله عنه – بحكم محبته للنبى – صلى الله عليه وسلم – فكان يسمع الأخبار ويتحسسها وكان يحتاط لأبن أخيه – فلما علم أن قريش تعد العدة وأخبره بكل شئ – ما العدد ومن سيحضر للقتال – والأموال المرصودة للحرب ، وقال له:  (هيئ لنفسك مخرجاً وخذ للأمر عدته وأهبته).

          وقد قطع رسول العباس الطريق بين مكة والمدينة 500 كيلومتر في ثلاثة أيام – وسلم الرسالة إلى النبى – صلى الله عليه وسلم – وهو في مسجد قباء.

          وقرأ الرسالة على النبى – صلى الله عليه وسلم – أبي بن كعب فأمره الرسول بالكتمان – وعاد الرسول مسرعاً إلى المدينة.

          استشار الصحابة ماذا يفعل الرسول في الكفار الذين خرجوا من مكة قاصدين قتال المسلمين وكان عددهم 3000 رجل – 15 إمرأة.

          قالت الصحابة:  نقترح عليك والوحي ينزل عليك؟؟

          قال النبى – صلى الله عليه وسلم:  (الله يقول:  وشاورهم في الأمر).

الرأي الأول:

          أن نمكث في المدينة والرجال المقاتلة بالسلاح والنبال والسيوف أمام المنازل والصبيان والنسآء فوق الأسطح ، فإن جآء الكفار وقفوا خارج المدينة يحاصروها – ولما التموين ينفد يرجعوا إلى بلادهم – وإن دخلوا علينا قاتلهم الرجال وقذفهم النسآء والصبيان من فوق الأسطح بالأحجار.

          قال عبدالله بن أبي بن سلول:

          (ما خرجنا إلى قوم إلا هُزمنا – وما حاربنا قوم داخلين علينا إلا أنتصرنا) ، هكذا شأن المدينة.  وهو رأي أبي بكر وعمر – النبى – الشيوخ.

الرأي الثاني:

          هذا هو رأي الشباب – وكان الشباب أكثر عدداً ، كل أصوات الشباب تريد الخروج ، فالشباب يريد أن يطلع ويحصل على الغنائم والإنتصار.

          قال أحد الشباب يارسول الله:

          (إن مدح أهل بدر حمسهم وجعلهم يريدون أن يحاربوا وينتصروا).

          دخل النبى – صلى الله عليه وسلم – عند عائشة – رضي الله عنها – ولبس درعين – والدرع مثل السديرى من تحت الرقبة إلى الوسط ولبس الخوذة – لأن الخبطة إذا جأءت في الرجل أو اليد تداوى ولكن إذا جآءت في الرأس أو القلب يبقى الموت ، فخرج عليهم في لبس القائد العام.

((هناك وقائع أخرى فيها عبر كثيرة نكتفي منها بذلك))

الرسول – صلى الله عليه وسلم:

          كان حُب الناس له فوق العادة فلولا العناد والفساد والإلحاد من بعض الكفرة لما بقى على وجه الأرض إلا من أحبه وءامن به من أى ملة.

          فكان بعض أهل الملل الأخرى إذا رفع الله عنه الغشاوة يسرعون ويؤمنون كعبدالله بن سلام وهو حبر من أحبار اليهود.

          لما رأى وجه النبى – صلى الله عليه وسلم – قال:  (والله ما هذا بوجه كذاب) لماذا؟

          لأنه نظر إلى وجه النبى – نظرة إنصاف لم يتأثر بملة قومه.

واحد آخر (بُخيريق):

          يوم غزوة أُحد جآء لليهود وقال:  يامعشر يهود لقد علمتم في كُتبكم (التوراة) أن محمداً صادق – أنتم عارفين أنه نبي صادق ، قالوا له:  لماذا تقول هذا؟

          قال:  نزل في قرآن المسلمين ما يفضحنا – ربنا قال للمسلمين أننا نعرف نبيه ولكن نُعاند – كما أخبر الله تعالى في سورة البقرة الآية (146، 147):

(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)).

          الممترين:   الشك (المشككين).

          يخبر الله تعالى أن علماء أهل الكتاب يعرفون أن الرسول حق وأن ما جآء به هو الحق.  ويخفون صفة النبى مع أنه موصوف لديهم بأوضح الصفات.

          فهم يكتمون أوصافه عن علم وعرفان.

          ثم يخبر الله تعالى رسوله بأن ما هو عليه من الدين الحق هو الحق الوارد إليه من ربه ، قال بُخيريق لليهود:  إن كتابكم الأصلي وليس الكتاب الذى كتبتموه بأيديكم لكي تغشوا اليهود – ولكن التوراة الأصلية تعترف بمحمد:

          (إنا أنزلنا التوراة هدى ونور)  مصداقاً لقوله تعالى:

          فقال:  لا تكابروا نذهب إلى محمد ونسلم ونضع أيدينا في يده ، فقالوا له:  أنت مغفل – يهود قوم بُهت – كما وصفهم الله بأن قلوبُهم قاسية.

          مصداقاً لقوله تعالي في سورة البقرة الآية (74):

          (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً).

          قال:  أنا أخلص إلى الله ربي – وذهب إلى النبى – صلى الله عليه وسلم – قبل المعركة ما تبدأ ، وقال:  أنا بُخيريق اليهود يارسول الله ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله – وقد نصحت قومي فلم ينتصحوا.

          فكان معه بعض أقاربه يريدون أن يرجع في عزمه.  فقال:  أنا سوف أذهب مع المسلمين أحارب الكفرة.

          مسلم منذ دقيقة ، ولكن إلتزم بالإسلام – جاهد –  وهناك مسلمين أب عن جد منذ 300 سنة ومع ذلك لا إلتزام لا يصلي هو ولا زوجته ولا أولاده كيف بهذا يكون مسلماً؟

          بُخيريق كان يهودي قاس قلبه ولكن الله هدى قلبه للإسلام.

          فأسلم خير إسلام وأخذ سيفه وذهب ليحارب – قبل أن يحارب قال لأولاده:  (أنا أُوصيكم إذا أنا مت في هذه المعركة فجميع ميراثي كل تركتي لمحمد – صلى الله عليه وسلم) وأتي بأثنين من المسلمين يشهدوا على هذه الوصية.  خاف أن أولاده وأقاربه ينكروا هذه الوصية.

          فقال:  فأنا الآن مسلم فلا يصح أن يرثني إلا مسلم.

          وجآء الخبر للنبي – صلى الله عليه وسلم – باستشهاد بُخيريق وأنه مات شهيداً فقال:  بُخيريق رحمه الله خير يهود.

          وكانت قيادة الكفر لواء لخالد بن الوليد – ولواء لعكرمة بن أبي جهل ، أما قيادة المسلمين فكانت لوا لأُسيد بن حُضير – نيابة عن الأوس ولواء ثاني لعلي بن أبي طالب – ولواء ثالث لواحد نائب عن الخزرج.

          أشاع بن تمئة اللعين أنه (قُتل نبيكم – وقيل أن الذى صاح هو الشيطان) قتل النبى – صلى الله عليه وسلم – ولكنه هو قتل عبدالله بن جحش.

          وهذه الإشاعة جعلت أرواح الصحابة في الأرض وقد أصابهم الضعف والخور.

          خالد بن الوليد تظاهر أنه يفر إلى مكة.    ولكنه يريد ثغرة ينفذ منها.

          خالد جآء من الخلف وأخذ يضرب – فكان الصحابي شاكك في الذى وراءه – فيضرب ولا يعرف الذى وراءه مسلم أم كافر ، جيش الكفار جآء من الخلف وحصل لهم إرتباك – وهذا أثر المعصية .. 

ما هي المعصية التى أرتكبها المسلمون؟

          أمر النبى – صلى الله عليه وسلم – 50 رجلاً من المسلمين وجعل رئيسهم عبدالله بن جُبير ، وقال له النبى:  أطلع فوق الجبل لكي تحمنا من الخلف ياعبدالله أنت والخمسين الذين معك إذا رأيتُمُنا انتصرنا لا تتركوا أماكنكم ، ولو رأيتُمُنا قُتُلنا حتى تتخطفنا الطير لا تنزلوا أيضاً ، حتى يأتيكم أمري – سبحان الله العظيم – كان الإنتصار في أول المعركة 100% ، عملوا فيهم مثل يوم غزوة بدر – أبو دجانة لبس العصابة الحمراء وهات ياقتل في الكفار ومات من الكفار في المعركة 16 ، 17 ، والكفار جروا وكان من ضمنهم خالد بن الوليد – حراس الجبل رأوا المسلمين يجمعوا الغنائم فقالوا:  نحن نقف هنا ، وكل واحد من المحاربين يرجع المدينة ومعه 2 ، 3 جمل.

          فقال رئيسهم عبدالله بن جُبير:  (الله الله في وصية نبيكم).

          بمعنى:  اتقوا الله في وصية نبيكم.    والنبى قال:  لا تنزلوا سواء انهزمنا أو انتصرنا إلا إذا أمرتكم.  قالوا:  معنى كلام النبى أنه يتأكد علينا حتى يأتي النصر.  فنزل منهم (38) ولم يبق فوق الجبل إلا (12) ومعهم رئيسهم عبدالله.

          خالد بن الوليد حامل لواء المشركين – عمل أنه يفر من المعركة وذهب من وراء الجبل فنظر فوجد الحراس (12) نفر فقط وجيش الكفار 3000 – خالد قال:  الجبل خالي اضرب – فضربوا الحراس (12) وماتوا شهداء ، ولا أحد من المحاربين المسلمين يدري لماذا؟   لأنهم مشغولين بجمع الغنائم – لا يعرفون أن المصيبة تأتي من الخلف – لا يعرفون أن مخالفة أمر النبى – صلى الله عليه وسلم – كبيرة عند الله.

          فلما رآوا خالد ، قالوا:  خالد وأخذوا يجروا.  كما وصفهم الله سبحانه وتعالى:  (إذ تُصعُدون ولا تلُون على أحد).

          وإذا قرب منه أحد يضربه بالسيف وهو لا يفرق بين المسلم والكافر.

          قال  تعالى في سورة آل عمران الآية (153):

          (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)

          اذكروا يامعشر المؤمنين حين وليتم الأدبار تبعدون في الفرار ولا تلتفتون إلى ماوراءكم.

          وفي هذه الآية يبين الله تعالى حالة المؤمنين بعد حصول الإنكسار والهزيمة (إذ تصعدون) أى عفا عنكم في الوقت الذى فررتم مصعدين في الأودية هاربين من المعركة والرسول يدعوكم من ورائكم إلى عباد الله ارجعوا ، وأنتم فارون لا تلوون على أحد ، أى لا تلتفتوا إليه.

موقف أبوسفيان بعد غزو أُحد:

          أبوسفيان فرح فرحاً شديد – وطلع على الجبل الذى وقف عليه الرماة وقال:  يوم بيوم بدر – أنتم انتصرتم يوم بدر ونحن انتصرنا يوم أحد.

          واحد منتقم – (يوم بيوم بدر والحربُ سيجال).

          سيجال:  هي كده الحرب – يوم انتصار ويوم إنكسار.

          فالرسول قال لهم:  لا أحد يرد؟؟

          وكما تعلمون أن هناك إشاعة أن النبي قد قُتل فقال أبوسفيان:  يامسلمين أمحمد هنا؟  الرسول قال:  لا أحد يرد.   قال أبوسفيان:  أما هذا فقد مات.  أأبوبكر هنا؟  وهو الثاني اثنين صاحبه في الغار.  (لا أحد يرد). أعمر هنا؟ فنظر أبوسفيان وقال للكفار:  (أما هؤلاء فقد أراحكم الله منهم).

          عمر لما سمع هذه العبارة لم يتحمل فقال:  إنا ما ذكرتهم أحياء وقد بقى ما يسؤك – أنتم قتلتم منا (75) ولكن نحن قتلنا منكم يوم بدر (70) وأسرنا (70) ونبقى نحن متفوقين في الدنيا وفي الآخرة لأن قتلانا في الجنة لأنهم شهداء – وقتلاكم في النار.

          أبوسفيان وجد أن الرؤوس موجودة (محمد – أبوبكر – عمر)  فقال:  (أُعلُ هُبل) بمعنى يحيا هبل لأنه نصرنا على المسلمين ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم:  قولوا له:  اللهُ أعلى وأجل.   ثم قال أبوسفيان:  موعدكم العام القادم.

          فالرسول قال:  الموعد كذلك؟

          لما وصل النبى – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة – لا يوجد بيت من بيوت المدينة إلا وفيه قتيل أو 2 – حتى بعض البيوت كان فيها (7) أم خلاد ، ولكن الصمت والهيبة والرضا وملتقين حول النبى الأمين الرسول صلى بهم يادوب المغرب والعشاء وصلى بهم الفجر.

          رغم أن البيوت كلها فيها قتيل ترملت النسآء ويتمت الأولاد ، والرسول وهو في المسجد قال لهم:  (من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليخرج معي فإني ملاحق قريش).  لكي ألحق جيش الكفار لكي نريهم القوة ونحن مازلنا فينا النفس.

          وهناك ناس لم يخرجوا معهم في أول المعركة فأرادوا أن يخرجوا ليأخذوا شرف الخروج.  قال النبى – صلى الله عليه وسلم:  لا يطلع معي اليوم إلا من خرج معي أمس.  هذه أوامر عارفين أنها من السمآء.

          قال واحد من الصحابة:  يارسول الله الناس يريدون أن ينضموا إليك ويسعدُك؟   قال النبى – صلى الله عليه وسلم:

          (لا نحن الذين شربنا كأس المتاعب ولابد نتذوق طعم النصر).

          الرسول – صلى الله عليه وسلم – ذهب غلى مكان يسمى حمراء الأسد ، والله سبحانه رد للرسول إعتباره ورد للمسلمين اعتبارهم أبوسفيان جآء له الخبر وهم راجعين يغنوا فقابله معبد الخزاع وكانت خزاعة حُلفاء للنبى – صلى الله عليه وسلم – وقال له:

          ونصح أبوسفيان إن محمد يسير وراءك بجيش لا أول له ولا آخر وندموا على الذى حصل لهم أمس وسوف يقتلوا منكم (70) أو (700).  وقد أنزل الله في قلوبهم الرعب.

أبوسفيان قال:  اتركوا ما معكم من الغنائم وانفدوا بأنفسكم وتفرقوا في الجبل وتركوا غنائم مثل معركة بدر ثلاث مرات.  رموها من خوفهم.    (هذه هي الحرب النفسية)

          وجآء واحد آخر (نعيم بن مسعود الأشجعي) وقال للنبى – صلى الله عليه وسلم – إن أبا سفيان قد ندم على أنه ترككم ومادام أنت وأبي بكر وعمر حيين.  قال:  نرجع إلى

المدينة ونقاتلهم.

          وكان الرسول في المسجد بعد صلاة الفجر – فحب النبى – صلى الله عليه وسلم – أن يختبر (يمتحن) قلوب أصحابه – وقال لهم:  إنا أبا سفيان على أبواب المدينة.  فقالوا: لا يهمنا حسبنا الله ونعم الوكيل.

          وقد أخبرنا الله بها في سورة آل عمران الآية (173 – 174):

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)).

          من أنصار المشركين قالوا للصحابة:  إن قريشاً قد جمعت لكم جموعاً لا تُحصى فخافوا على أنفسكم ، فما زادهم هذا التخويف إلا إيماناً.

          وقال المؤمنون الله كافينا وحافظنا ومتولي أمرنا ونعم الملجأ والنصير – فرجعوا بنعمة السلامة – وفضل الأجر والثواب والغنائم رجعوا بجبال من الغنائم من خيرات الله ، ولم يجد شخص واحد فجآءت غنيمة باردة.

هذا ما كان من فضل الله على النبى أنه رد للنبي إعتباره وكرامته بهذا الاستنفار المبارك – وهو لم تمضي غير ليلة واحدة في المدينة ، وعمرنا ما سمعنا أن جيشاً انهزم ثم في صباح اليوم التالي يخرج لكي ينتقم لكرامته – أبداً.

          الرسول لم ينتظر إلا ليلة واحدة وقال هلما وقالوا: نعم ، وكلهم مجرحون – مجروح الرأس – مقطوع الرجل أو قُتل له اثنين أو ثلاثة – ولا أحد يسأل عن جرح أو قتل أو قطع – وكان أحدهم يحمل أخاه مادمت أنت راغب في الخروج – لكي ينال ثوابين ثواب حمل أخيه وثواب الجهاد في سبيل الله.

((  والحمدلله رب العالمين  ))

اترك تعليقاً