بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبدالله الحبيب المحبوب وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.
أما بعد،،
فنسأل الله أن يمنحنا قبل الموت توبة وهداية ، وأن يمنحنا ساعة الموت راحة وأن يرزقنا بعد الموت إكراماً ونعيماً.
فلندخل الآن إلى الموت وجلون خآئفون خاشعون لمن خلق الموت والحياة.
لابد لنا من الخشوع أمام محراب الموت ، وسبحان الله الذى نبهنا على أن الموت حقيقة أيضاً مخلوق كالحياة نفسها.
فإذا كانت السمآء بكواكبها ونجومها وأفلاكها ، والأرض بجبالها وأنهارها وحيوانها ونباتها وجمادها مخلوقة أمامنا فإن الموت مخلوق . الحياة التى نحياها الآن بالنسبة للموت ما هى إلا صفر على الشمال فإذا قارنا بين الموت والحياة وجدنا أن الموت هو الحق ، وأن حياتنا تلك هى الباطل ، والله عز وجل حينما ذكر الأمرين قدم الموت على الحياة فى سورة الملك (تبارك) الآية (1) ، (2):
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ(2)).
بمعــنى: الله الذى بقبضة قدرته ملك السموات والأرض ، يتصرف فيهما كيف يشآء ، قال ابن عباس: بيده الملك يعزُ من يشآء ويذل من يشآء ، ويحيى ويميت ، ويُغنى ويفقر ، ويعطى ويمنع كما قال القرطبى ج (18) صـ 206.
وهو القادر على كل شئ له القدرة التامة والتصرف الكامل فى كل الأمور.
الذى خلق الموت والحياة لحكمة عالية لا باطلاً ولا عبثاً كما يتصور الكافرون والملاحدة الدهريون بل خلق الحياة بكل ما فيها ليُذكر ويُشكر من عباده – فمن ذكر وشكر وأحسن ذلك أعد له جنات ينقله إليها بعد نهاية الحياة والعمل فيها ، ومن لم يذكر ولم يشكر أو ذكر وشكر ولم يحسن ذلك بأن لم يخلص فيه لله ، ولم يؤده كما شرع الله أعد له ناراً ينقله إليها بعد نهاية الحياة الدنيا.
إن هذه الحياة للعمل وحياة الآخرة للجزاء على العمل.
الذى خلق الموت والحياة: سبحانك أنت يا رب بتجيب سيرة الموت قبل الحياة – المفروض الاصل هو الموت والدار الآخرة هى الحيوان معناها لفظ عربى المبالغة فى الحياة.
والمعـنى: الدار الحقيقية الخالدة الدائمة الباقية.
وأما الدنيا تبقى آية يارب؟ الدنيا ليست حياة لأنها حياة مستعارة مؤقتة ثم يسلبها منك الله.
الله يريد منا فى الأيام التى نعيشها طاعة ، ما مقدار هذه الطاعة، 1- 15 سنة قبل البلوغ غير مكلفين وكذلك أثناء النوم أنت ليس مكلف وإذا حصل أثناء الحياة جنون أو إغماء يرفع عنك القلم والتكليف.
وإذا حصل لك مرض الله عز وجل يرفع عنك أحكام كثيرة وهو مريض ، مسافر يرفع عنك 50% من الصلاة. أربع ركعات الظهر تبقى 2. الله سبحانه وتعالى يريد أن نخلص النية فى المدة الباقية ، أخلص النية فى سنة أو سنتين أو عشرة أُنعمك بها للأبد.
(لأنك أنت العبد الضعيف وأنا الربُ اللطيف).
هذه صفقة تجارية – تعطى طاعة لله يُعطيك الجنة.
وسيدنا علىٌ – كرم الله وجهه قال:
(كل نعيم قبل الجنة فهو حقير ——– وكل الألم وعذاب فى الدنيا قبل النار فهو نعيم)
لماذا نحن خآئفين من الموت؟
نحن خآئفون من ما بعد الموت – سألُ عبدالله بن عمر أنت تخاف الموت؟
قال: والله لو علمت أن الله تقبل منى ركعتين ما كان غائب أحبُ إلى من الموت..
قالوا له: لماذا ركعتين؟ إنما اللهُ يتقبل من المتقين.
… الخوف ليس من الموت ولكن نحن خائفين أن يكون مجموع الدرجات لا تُأهلنا لدخول الجنة .. هو أنا عارف ربنا أعطانى (1) فى الصلاة كام درجة (الله أعلم) ، (2) ويا ترى ربنا أعطانى كم نمرة فى الصوم (الله أعلم) ، (3) كذلك فى الحج ، (4) الزكاة ، (5)الصدقة ، (6) فى الإخلاص له ، (7) وصدق النية فى العمل.
وكما نعلم أن: الإيمان بضع وسبعون شعبه أدناه إماطة الأذى عن الطريق وأعلاها لا إله إلا الله وكل شعبة من شعب الإيمان يقدر لها الله درجة كما نصحح ورقة الإمتحان السؤال الأول أخذ فيه 10 من 10 ، والثانى 5 من 10 ، والثالث صفر من 10.
فهل أرقام الدرجات أصبحت فى مستوى رضوان الله أم لا.
كان عمرو بن العاص يقول:
(كأن السمآء انطبقت على الأرض وليس بينهما فُرجه ، وكأن روحى تخرج من ثقب إبرة).
وروى أن إبراهيم عليه السلام لما مات قال الله تعالى له:
كيف وجدت الموت يا خليلي؟ قال: كسفود جُعل في صوف رطب ثم جذب ، فقال الله: (أما إنا قد هونا عليك).
موسى لما صارت روحه إلى الله تعالى قال له ربه:
ياموسى كيف وجدت الموت؟ قال: وجدت نفسى كالعصفور حين يقلى على المقلى لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير.
ماهو الموت؟ مفارقة الروح للبدن
الروح تركب البدن كما يركب الإنسان السيارة أو الطائرة أو القطار ، تستعمله فى الخير والشر حتى ينتهى الأجل المسمى ثم تغادره إلى أن يزوج الله النفوس يوم القيامة.
إذاً الروح تسخر هذا البدن للوصول إلى أغراضها من طاعة ومعصية.
أين يذهب هذا الجسم بعد أن تفارقه الروح؟
يتحلل – هذه الأبدان الهيكلية الجسمية الدموية اللحمية. تحللت إلى خلايا ثم ذرأت ثم عادت فى دورة أخرى لتدخل حياة ناس أخرين.
مصداقاً لقوله تعالى فى سورة ق الآية (4):
(قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ)
بمعـــنى: قد علمنا ما تنقصه الأرض من أجسادهم ، ما تأكله من لحومهم وأشعارهم ودمائهم إذا ماتوا ، النقص هنا الموت – الله علم منهم من يموت ومن يبقى ، ومع علم الله الواسع عنده كتاب حافظ لعددهم وأسمائهم وما تأكله الأرض مهم ، وهو اللوح المحفوظ الذى يحصى تفصيل كل شئ.
إذاً الجسد يفنى أما الروح فباقية ، مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الإسراء الآية(85):
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً).
فقل لهم يا محمد إن الروح من الأسرار الخفية التى لا يعلمها إلا الله.
بعد الموت لما انفصلت الروح إما فى روضة من رياض الجنة أو فى حفرة من حفر النار يجى ربنا يقول كل جسم يرجع إلى روحه مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الروم الآية(27):
(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
أما بدء خلقه فبعلقة فى الرحم قبل ولادته وأما إعادته فإحياؤه بعد الموت بالنفخة الثانية للبعث – أهون: هين أى الإعادة هين عليه.
يارب ده فيه ناس ماتوا فى البحر والسمك أكلهم والناس أكلت السمك (كل شئ أحصيناهُ فى إمام مُبين) حكاية الرجل الذى أمر أولاده أن يُحرق بعد موته خوفاً من عذاب الله .
(وما من غآئبة فى السموات والأرض إلا فى كتاب مبين).
حقيقة الإنسان هى الروح – هى العقل هى النفس هى القلب.
إنما الجسم ما جآء من الأرض يعود إلى الأرض والأرض تأكله وما جآءك من السمآء يعود إلى السماء متى تعود إلى السمآء؟
إذا كنت محافظ على طهارتها (الروح) وتزكيتها – وإذا دنستها (قد خاب من دساها).
حقيقة الموت: ثلاث آراء:
الرأى الأول:
الملحدون والشيوعيون والوجوديون قالوا إن الإنسان هو الهيكل الدموى – الجلد والبشرة والأعصاب والخلايا والغدد لما يموت يبقى زي عود ذرة انقطع ونشف أو جاموسة ماتت ولا يوجد حاجة اسمها روح – وقالوا أيضاً إن الموت هو العدم ، وأنه لاحشر ولا نشر ولا عاقبة للخير أو الشر وأن موت الإنسان مثل جفاف النبات وموت الحيوان).
الرأي الثانى:
الجسم يموت ويفنى – الروح تبقى ويوم القيامة تبعث وحدها كل هذه آراء كفرية.
الرأي الثالث:
الإسلا م يقول: ابن آدم لما يموت جسمه يفنى – والموت بالنسبة للبدن تحلل إلى خلايا وذرات ويتبعثر فى الأرض.
إنما الموت بالنسبة للنفس مغادرة فقط لبدنها وتركها لآلتها ، وأن الأحاديث ترشدك إلى ان الروح والنفس شئ واحد وأنه جسم لطيف مشابهة للأجسام المحسوسة يجذب ويخرج ، وفى أكفانه يلف وإلى السمآء يعرج مصداقاً لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناسُ إن الله قبض أرواحنا ولو شآء ردها إلينا فى حيز غير هذا).
وهذا مذهب آهل السنة والجماعة مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الزمر الآية (47):
(الله يتوفى الأنفس حين موتها).
(فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) سورة الواقعة الآية (83).
إذا بلغت النفس أو الروح الحلقوم كما جآء فى الحديث:
(إن ملك الموت له أعوان يقطعون العروق ويجمعون الروح شيئاً فشيئاً حتى ينتهى بها إلى الحلقوم فيتوفاها ملك الموت).
الإنسان له أربع دور: كم دار لنا فى هذه الدنيا؟
(1) الدار الأولى: هى رحم الأم.
(2) الدار الثانية: ما نحن فيه الآن من ساعة ما نتولد إلى أن تموت.
(3) الدار الثالثة: البرزخ – ولا نقول القبر لأن القبر ما هو إلا كمن نكن فيه الجسم علشان الريحة والفضيحة.
معنى البرزخ: أنه يفصل بين الدنيا ويوم القيامة (لأنه فاصل) ، (ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون).
(4) الدار الرابعة: الدار الآخرة.
الواقع أن الإنسان منا عندما يأتيه الموت يكون مقبلاً على ولادة أخرى فإن الإنسان يولد مرتين (1) عندما يفصل عن الحبل السرى ويقطع الطبيب هذا الحبل ويطلع الجنين من المشيمة التى تسمى الخلا ص وينفصل فى الولادة الأولى إلى حيث الإتساع والإنفساح ولما يعقل لو خيرناه أن يرجع إلى بطن أمه لا يرضى ولو أعطيناه ملء الأرض ذهباً لا يعود مرة ثانية إلى بطن أمه(2).
يقول العلماء إن الموت هو الولادة الثانية وبالضبط كما أن الحبل السُرى ينقطع فينفصل الجنين من بطن أمه ويصبح له غذاء جديد ، وعند الموت ينفصل من هذا العالم المادى إلى عالم أكثر إضاءة ، وينقطع فعلا منه حبل يسمى الحبل الفضى وهذا الحبل الفضى هو الصلة بين الروح الأثيرية وبين البدن الفيزيقى (اللحم – الدم – العظام).
فلا تزال الروح عند إنقضاء الأجل تنفصل شوية شوية حتى إذا انقطع هذا الحبلُ الفضى انتهى الإتصال بين الروح وبين البدن ، ويتم للروح استقلالها عن هذا البدن ، وإن كانت صالحة للمستويات العليا وإن كان صاحبها زكاها ونماها وغزاها وتطهرها وإعطاها الإشراق فتحت لها أبواب السماء وسُجلت فى عليين وإن كانت على العكس لم تصغى ولا تطهر – ولا تصقل ودنسها صاحبها لم تتجاوب مع المستويات العليا لم تكن روحاً ولكن كانت نفساً أمارة بالسوء فترد إلى سجين فى الأرض ولا تزال معذبة بغرائزها وطبائعها التى كانت تحيا عليها).
(فإن من شب على شئ شاب عليه ، ومن شاب عليه مات عليه ، ومن مات على شئ بُعث عليه ومن بُعث على شئ حُشر عليه).
(كلا إن كتاب الفُجار لفى سجيل) ، (كلا إن كتاب الأبرار لفى عليين).
يجب على المؤمن فى كل حال دائماً يتذكر أنه فى هذه الدنيا غريب ، وأن هذه الدار ليست المستقر ولا الموطن الأصلى إنما هى مأمورية ومهمة مؤقتة وعارضة وتنتهى منها بعد أيام جائز – بعد شهور جائز – بعد سنين – عشرات السنين أقل من ذلك أو أكثر مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الفجر الآية (28 – 30):
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً(28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي(29) وَادْخُلِي جَنَّتِي)(30).
هذا المؤمن الذى (1) يتذكر الموت ، (2) وعامل ترتيبه ، (3) ويؤدى عمله بإخلاص بدون توانى ولا كسل ساعة ما يأتى الموت لم يكن غريب عليه – دائماً هو يقرأ فى كتاب الله ويقرأ فى خروج الروح والقبر.
وما يحدث فى القبر ويوم البعث والنشور وعلامات الساعة وخراب هذه الحياة وكيف أن السمآء انفطرت – وإذا الكواكبُ انتشرت – وإذا البحارُ فجرت – وإذا القبور بُعثرت).
وإذا الشمس كورت – وإذا النجوم انكدرت – وإذا الجبالُ سُيرت ،وإذا العشارُ عُطلت – وإذا البحارُ سجرت) – عنده معلومات وافية عن حال الدنيا بخراب السموات والأرض يوم القيامة.
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) سورة إبراهيم الآية (48).
سواء إذا ما مات فجأة – أو مات بمقدمات من المرض.
وكان النبى – صلى الله عليه وسلم يقول حتى يعلمنا:
(والله ما رفعت إلى فمى لقمة وظننتُ أنى ابتلعُها حتى أُُُقبض ، ولا رفعتُ قدمى عن الأرض وظننتُ أنى أضعوها حتى أُقبض ، ولا أصبحتُ وظننتُ أنى أمسى حتى أُقبض ، وأمسيتُ وظننتُ أنى أصبح حتى أُقبض).
لقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع هذا اليقين بلقاء الله الذى ينتظره فى كل لحظة إمام المجاهدين وإمام العاملين وإمام المكافحين والمشجعين الناس على العمل – ويؤدى العمل الدنيوى والعمل الدينى مع مراقبة الله مع انتظار الموت فى كل لحظة مثـال1: إنسان الذى قطع التذكرة وواقف على الرصيف فى إنتظار القطار ، والقطار متأخر ومعه التذكرة والزاد ، المؤمن وقف على رصيف الحياة ومستعد للقاء الله.
موقف المؤمن عندما يأتيه الموت:
وعندما يأتى ملك الموت للمؤمن يقول له: (مرحباً لمن طالت غيبته عنى) يقال له وأنت ليس زعلان من ترك الزوجة والأولاد والفلوس والسيارات والعمارات. يقول المؤمن: لا والله ما من غائب أحب لى من لقاء الله.
وهذا الشخص لما يأتى له ملك الموت لا تنافر ولا غُربة بل التجاذب القوى – يقول له ملك الموت : سوف نعطيك بدل الأهل أهل وعن الزوجة زوجات – وبدل التعب راحة والمُلك مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الإنسان الآية (20 – 22):
(وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا(20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا(21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا)(22).
يبقى الموت هنا ارتقاء طبيعي إلى عالم أكثر إضائه – بدون إزعاج – بلا رعب وهذا هو السر عند موت المؤمنين.
مصداقاً لقوله تعالى فى سورة فصلت الآية (30 – 32):
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ(30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ(31) نُزُلا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ)(32).
استقاموا: (1) لم يلتفتوا إلى إله غيره ، (2) ثم أخلصوا العمل لله ، ثم أدوا الفرائض واستقاموا على الطاعة لله – واستقاموا فعلاً كما استقاموا قولاً – تتنزل الملائكة عليهم عند الموت وهى بشرى تكون لهم من الملائكة فى الآخرة – وكما قال وكيع: البشرى فى ثلاثة مواطن: عند الموت ، وفى القبر ، وعند البعث. (ألا تخافوا). لاتخافوا الموت (ولا تحزنوا) على أولادكم فإن الله خليفتكم عليهم وابشروا بالجنة –(نحن أولياؤكم) نحن قرناؤكم الذين كنا معكم فى الدنيا فإذا كان يوم القيامة قالوا لا نفارقكم حتى ندخلكم الجنة (ولكم فيها ما تشتهى أنفُسكُم) الملاذ –(ولكم فيها ما تدعون) ما تسألون وتتمنون. نُزُلاً: رزقاً وضيافة (فندق)
المؤمن يحيى حياة ملائكية ذكر – طاعة وطهر وتسبيح واستغفار دائماً المؤمن يقول: (ربنا أحينا مؤمنين وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين) كما قال يوسف عليه السلام فى سورة يوسف الآية (101):
(أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)
( والحمدلله رب العالمين )