ما هي مسئولية الأب لأولاده؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

أما بعد ،،،

فعن عبدالله بن عمر يقول:  سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (كُلكم راع وكُلكم مسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في يبيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته ، وكلكم راع ومسئول عن رعيته).        (أخرجهما البخاري ومسلم).

هذا الحديث أصل في تحمل المسئولية التى سوف يحاسب عنها الإنسان يوم القيامة.

المسئولية يفهمها بعض الناس على أنها مادية ، فالأب يتوهم أنه بمجرد أن يحضر لأولاده طعاماً وشراباً ، وأن يؤمن لهم الكساء فقد أدى الذى عليه.

ولكن المهمة الكبرى والتى سوف يحاسب عليها هي:  مسئولية الأب عن دين أولاده ، وعن أخلاقهم وعن مستقبلهم الأخروي.

وكما جاء من الأثر:

(إن الإبن إذا لم يعتن أبوه بدينه واستوجب النار ، يقول:  يارب لا أدخل النار حتى أُدخل أبي قبلي).

وأعلموا:

أن الأبوة الكاملة يمكن أن تكون سبباً كافياً لدخول الجنة.

إن الأمومة الكاملة تكفي أن تكون سبباً كافياً لدخول الجنة.

وإن البنوة الكاملة يكفى أن تكون سبباً كافياً لدخول الجنة.

مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم – لعبدالله بن عمرو قال:

(جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يستأذنه في الجهاد فقال:  ألك والدان؟ قال: نعم ، قالففيهما فجاهد).

إذاً مسؤولية الأب والأم أن يقيما الإسلام في بيتهم وفي أعمالهم – لأن هذا:

(1) الذى في قدرتنا ،  (2)  هذا الذى أوكله الله إلينا ، (3)  هذا الذى سيحاسبنا الله عنه.

(والرجل راع في أهله ، وهو مسؤول عن رعيته).

كلمة الأهل:

تشمل الزوجة والوالدين – إذا كانا عند الأبن ، مصداقاً لقوله تعالى في سورة الإسراء الآية (23):

(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا (23)

فالوالدين ، والأولاد والزوجة ، يجب أن ينفق عليهم ، وما من مرض أشد من البخل (ومن يُوق شُح نفسه فأولئك هم المفلحون)  الحشر الآية (9).

على الأب المؤمن أن يعلم أبنه (1) على حفظ كتاب الله ، (2) على التأدب بأداب الإسلام ، (3) على حب رسول الله ، (4) على طلب العلم ، (5) على الأنس بأهل الله عز وجل.

من حقوق الأهل على الأب:

أن يطعمهم مما يأكل ، وأن يلبسهم مما يلبس ، وأن يُحسن أسماءهم ، ومن ناحية 

الدين أن يختار لهم الأم الصالحة.

أول حق للأولاد على أبيهم أن يحسن إختيار أمهم ، لأن علاقة الأولاد بأمهم أشد بعشرات المرات من علاقتهم بأبيهم.

الأب إذا أهمل أولاده أطلق لهم الحرية ، نشؤوا على معاصي ، على أشياء لا ترضي الله عز وجل ، فلما كبر سنهم وشعروا بقوتهم ، تمردوا على أبيهم وأمهم ، وهو في هذه الحالة يكاد قلبه يعتصر ألماً – حينما يرى أولاده على غير شاكلته ويرى أولاده على غير منهج الذى أراده الله عز وجل.

( ولنا بقية في هذا الحديث )

 

((والحمدلله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ))

اترك تعليقاً