مقدمات قبل ولادة النبى محمد ( صلى الله عليه وسلم )

 

بسم الله الرحمن الرحيم

     الحمدلله الهادى إلى الصواب ، واشهد أن لا إله إلا الله الكريم الوهاب.  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً رسول الله من أتاه الله الحكمة وفصل الخطاب.  اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن أحيا سنته إلى يوم الدين.

أما بعــد ..

فلقد ذكرنا ثلاث مقدمات قبل ولادة النبى محمد – صلى الله عليه وسلم – وهم: (1) رؤيا عبدالمطلب.  (2) الفيل – وهلاك أبرهه وجيشه.

(3)رؤيا آمنة بنت وهب (أُمه).

الإرهاص الرابع:هو إرتجاج إيوان كسرى وسقوط أربع عشرة شرفة من شرفات القصر.

      كسرى ملك الفرس عُباد النار المجوسين وإذا بهيحس برجفة ورجة شديدة يتبعها سقوط 14 شرفة.  كان ذلك فى ليلة ميلاد الرسول – صلى الله عليه وسلم.

الإرهاص الخامس:(خمود نيران الفرس).

      النار التى كان الفرس يوقدوها منذ ألف عام أصبحوا فوجدوها قد طفئت.  ولما تعجبوا من هذا مع وجود الحراس الذين يضعون لها الوقود، كان فيها وقود يكفى أشعالها أربع شهور.

الإرهاص السادس:  تنبأ اليهودى بميلاد نبى آخر الزمان.

كان يهودى قد سكن مكة يتاجر بها.  وبجانب التجارة له حرص عجيب على ما فى الكتب السماوية كما قالت السيدة عائشة – رضى الله عنهما:  فلما كانت الليلة التى ولد فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم، قال هذا اليهودى فى مجلس من قريش:  “يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود ؟  فقال القوم: والله ما نعلمه.  قال:  ولد هذه الليلة نبى هذه الأمة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عُرفُ فرس.  أخبر كل إنسان منهم أهله فقالوا:  قد ولد لعبدالله ابن عبدالمطلب.  فأخبروا هذا اليهودى الخبر.  رأى الغلام وكشف عن ظهره فرأى تلك الشامة ، فوقع مغشياً عليه ، فلما أفاق قالوا له: ويلك ؟ قال: ذهب والله النبوة من بنىٌ إسرائيل. هذا الحديث أخرجه البيهقى فى الدلائل.

الإرهاص السابع:  القابلة التى نزل على يدها.

      هى الشفاء أم عبدالرحمن بن عوف – رضى الله عنها – قالت:  “لقد وضع على يدى ليس كالأطفال شاخص بصره إلى السمآء ، وسمعت قائلاً يقول:  يرحمك الله ، وأنه سطع منه نور رأت منه قصور الروم”.

الإرهاص الثامن:رؤيا ملك الروم هرقل.

وفى الصباح دعا القسسين والرهبان وقال:  “إنى رأيت ملك الختان أحمد قد ظهر” وكانوا يسمونه ملك الختان بمعنى:  النبى الذى سوف يكون من ضمن شريعته ومن ضمن دينه الختان.

والإسلام كما تعلمون دين الفطرة ، ومن سنن الفطرة:  (الختان – الطهارة) مصداقاً لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

“الختان سنةُ للرجال مكرمةُ للنسآء”.

الحديث الثاني:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

“خمس من الفطرة حلق العانة – نتف الإبط – توفير اللحية – قص الأظافر – الختان”.

والحديث الذى أخرجه البيهقى عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبدالمطلب رضى الله عنهما قال:

“ولد رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – مختوناً مسروراً”  فأعجب جدهُ عبدالمطلب وحظى عنده وقال: “ليكونن لابنى هذا شأن فكان له شأن) وهذا حديث إسناده ضعيف.

الإرهاص التاسع:تنكيس أصنام الكعبة فى ليلة الميلاد.

إن أصنام الكعبة البالغ عددها 360 صنم حول الكعبة فوقها وبداخلها.  قام الكفرة المشركين فى الصباح ليقدموا لها القرابين فى صبيحة الميلاد وجدوا كل صنم منكس على رأسه.

كل الأصنام حتى هبل (وكان موجود بداخل الكعبة ، وكانوا حفرين تحت قدميه حفرة كبيرة ، وهى أكبر الألهة).

وظنوا أن المسألة مرتبة من قبل الحنفاء مثل ورقة بن نوفل قالوا:  ورقة هذا رجل أعمى يعمل بدين عيسى عليه السلام ولكن لا يضر وعمرو بن زيد بن نفيل هذا رجل سلمى – والأحجار مسمرة فى الأرض، فقال قائل منهم:  “مانكست الأصنام إلا لأمر يريده الملك العلام.

الإرهاص العاشر:  رؤيا كسرى ملك الفرس.

رأى كسرى إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت فى بلاد الفرس فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك فجمع وزرائه ولبس تاجه وجلس على سريره ن فقص عليهم الرؤيا. قال:  حدث يكون فى ناحية العرب.

سألوا الوزراء النعمان بن المنذر ملك العراق أن يرسل لهم رجل على علم (عالم) فقال:  هذا زمان بنى زكى يأتيه الوحى من قبل العلى.

الإرهاص الحادى عشر:  غاصت بحيرة سآوة.

      نشفت ولم تبقى فيها مآء (جفت).

الإرهاص الثانى عشر:منع الجن من الصعود إلى السماء.

الجن لهم عادة يتصنتوا ويسرقوا بعض الأخبار.  الملائكة تجلس مع بعضها البعض ، وتحكى ببعض المعلومات التى رأوها فى اللوح المحفوظ أو التى قدرها الله على عباده.

إن الشياطين كانت تصعد إلى السمآء فتقعد للسمع وكما جآء فى الحديث الشريف:  “والشياطين بعضهم فوق بعض”  فيتقدم الأجسر نحو السمآء ثم الذى يليه ثم الذى يليه.

فيقضى الله تعالى الأمر من أمر الأرض ، فيتحدث به أهل السمآء فيسمعه منهم الشيطان الأدنى فيلقيه إلى الذى تحته.

فتنزل تلك الكلمات إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة.  وتصدق تلك الكلمات.    كان الطريق مفتوحاً أمامهم (الجن).

ماذا حدث عن مولد النبى – صلى الله عليه وسلم:

      تصعد الشياطين إلى السمآء ترمى بشهاب وقتاً ولا ترمى وقتاً وترمى من جانب ولا ترمى من جانب آخر.

بعد بعثة رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

زيد فى حفظ السمآء وأعدت لهم شُهُب لم تكن من قبل بمعنى زادت الرقابة على صعود الجن إلى السمآء بعد بعثة النبى – صلى الله عليه وسلم – مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الجن (8)،(9):

وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًاوَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا”.

بعد البعثة زيدت الحراسة على السمآء.  ذهب الجن ليصعدوا إليها ويتصنتوا كعادتهم ، وجدوا شهب (نار صواريخ تأتى عليهم فتحرقهم (300 – 400) شيطان.

قالوا لابد أن أمراً قد حدث ، فقال إبليس:  (اضربوا مشارق الأرض ومغاربها).  فوجدوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقرأ القرآن ، وكما يقول الله تعالى فى سورة الحجر الآية (18):

إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ”.

وكما جاء فى سورة الصافات الآية (8)،(9):

لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍدُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ”.  =  لهم عذاب شديد موجع دائم لا ينقطع فصاروا لا يقدرون على سماع شئ مما يجرى فى السمآء إلا يختطف أحد منهم بخفة حركته خطفه فيتبعه شهاب ثاقب قبل إلى الأرض فيحرقه.  وبذلك بطلت الكهانة وحصُلت الرسالة والنبوة.

فإن النبى – صلى الله عليه وسلم – قد أخبر ببطلان الكهانة ، فقال:  “ليس منا من تكهن”  ليس من المسلمين.

لماذا مُنع صعود الجن إلى السمآء حين بعثة النبى (ص) ؟

(1)          لكى يكون الطريق إلى السمآء خالى من الجن.

(2)          وحتى لا  يختلط القرآن بما يسمعه الجن من الملائكة ، وحتى لا يُشتبه فيه.

(3)          وحتى يصفوا الجو للجبريل عارجاً وهابطاً.

وكما قال الله تعالى فى سورة الشعراء (210):(212):

وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُوَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَإِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ”.

      كل هذه المقدمات أو الإرهاصات قد حدثت قبل ميلاد أو ليلة ميلاد النبى الكريم – صلى الله عليه وسلم.

 

( والحمدلله رب العالمين )

اترك تعليقاً